محمود حمدون
دكتور محسن , كما كنت أناديه و صحبة من الناس , عرفته منذ زمن طويل , صامت يرقب الأحداث ببطئ , غضبه لا يتجاوز عض النواجذ أو قضم الأظافر, فإن شطّ و ثار , قلّما يفعل ذلك , لوّح بيده و قطب حاجبيه حتى يستقر بينهما رقم أحد عشر .. لا أحادثه إلاّ لمماً , فعلمي أنه يعزف بشدة عن الكلام , كما يكره كراهية التحريم إبداء رأي في موقف أو حدث جاري .. لكنيّ اليوم , فاض بيّ الكيل , فذهبت إليه أقدّم قدماً و أؤخر أخرى, رآني مقبلاً من بعيد , فلم يقم مرحباً , باقتضاب قال : لا تأتي إلاّ لسؤال أو سعياً وراء رأي , ثم أشاح بوجهه و أثنى : تعلم جيداً ردّي مسبقاً.
= بادرته : لن أستنطقك ما لا ترغب قوله , رغم يقيني أنك لا تُجبر على شيء. لكنيّ ضقت ذرعاً من خيبة أمل بتُّ أبيت عليها كلما طاش منطقي في حادثة قائمة ..
أجابني بسرعة لا تليق بشخصيته و لا تتفق مع حرصه المميت : ذاك أنك تحكم على الأمور بمنطقك ..و إن كان هو المنطق الطبيعي.
قلت : أعيب هذا ؟
= نعم فعلت كبيرة , أنت تحكم على ما لا يخضع للمنطق , تضفي عقلانية على أحداث ليس مجالها العقل والرشادة .
لا تنظر إليّ هكذا , سأضرب لك مثلاً, أنت تؤمن أن 1+1=2,, صح ؟
قلت : ليس رأيي وحدي , بل ما يقوله العقلاء و ما تعلّمناه في الصغر حتى صارت المعادلة بديهية , نزن بها صدق الأمور و نستفتح بها الحديث الواعي ..
قاطعني : فهل وجدت حولك , فيما حكمت عليه , أن 1+1= 2 ؟؟
قلت : لا , ثم شردت بعيداً , فقد تذكّرت أن الناتج لم يكن أبداً اثنين , بل ثلاثة أو أربعة أو غير ذلك , حتى ظننت أن خللاً أصاب الناس..
أفقت على صوته قائلاً : ثم إنك يا عزيزي , تبغي نتائجاً ترجوها بمنطقك أنت .. أتفق معك أن رجاحة عقلك لا تخطئها عين , لكنك تقع بخطأ فادح , ربما لم تحسبها صح؟
دكتور محسن , كما كنت أناديه و صحبة من الناس , عرفته منذ زمن طويل , صامت يرقب الأحداث ببطئ , غضبه لا يتجاوز عض النواجذ أو قضم الأظافر, فإن شطّ و ثار , قلّما يفعل ذلك , لوّح بيده و قطب حاجبيه حتى يستقر بينهما رقم أحد عشر .. لا أحادثه إلاّ لمماً , فعلمي أنه يعزف بشدة عن الكلام , كما يكره كراهية التحريم إبداء رأي في موقف أو حدث جاري .. لكنيّ اليوم , فاض بيّ الكيل , فذهبت إليه أقدّم قدماً و أؤخر أخرى, رآني مقبلاً من بعيد , فلم يقم مرحباً , باقتضاب قال : لا تأتي إلاّ لسؤال أو سعياً وراء رأي , ثم أشاح بوجهه و أثنى : تعلم جيداً ردّي مسبقاً.
= بادرته : لن أستنطقك ما لا ترغب قوله , رغم يقيني أنك لا تُجبر على شيء. لكنيّ ضقت ذرعاً من خيبة أمل بتُّ أبيت عليها كلما طاش منطقي في حادثة قائمة ..
أجابني بسرعة لا تليق بشخصيته و لا تتفق مع حرصه المميت : ذاك أنك تحكم على الأمور بمنطقك ..و إن كان هو المنطق الطبيعي.
قلت : أعيب هذا ؟
= نعم فعلت كبيرة , أنت تحكم على ما لا يخضع للمنطق , تضفي عقلانية على أحداث ليس مجالها العقل والرشادة .
لا تنظر إليّ هكذا , سأضرب لك مثلاً, أنت تؤمن أن 1+1=2,, صح ؟
قلت : ليس رأيي وحدي , بل ما يقوله العقلاء و ما تعلّمناه في الصغر حتى صارت المعادلة بديهية , نزن بها صدق الأمور و نستفتح بها الحديث الواعي ..
قاطعني : فهل وجدت حولك , فيما حكمت عليه , أن 1+1= 2 ؟؟
قلت : لا , ثم شردت بعيداً , فقد تذكّرت أن الناتج لم يكن أبداً اثنين , بل ثلاثة أو أربعة أو غير ذلك , حتى ظننت أن خللاً أصاب الناس..
أفقت على صوته قائلاً : ثم إنك يا عزيزي , تبغي نتائجاً ترجوها بمنطقك أنت .. أتفق معك أن رجاحة عقلك لا تخطئها عين , لكنك تقع بخطأ فادح , ربما لم تحسبها صح؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق