أعلان الهيدر

الأحد، 31 مارس 2019

" حياة موازية "

محمود حمدون


أنا كويس ,, أنا تمام
= بجد؟
آه و الله , أتعرف ؟
= أعرف ماذا ؟
أُحس كأن كل شيء يسير حسبما أرغب , مباهج الحياة التي كانت مختفية عن عيني , بدأت أراها و أحس بها .. كم ندمت على انكفائي طوال حياتي و إدماني للنظر تحت قدمي !..
= ماذا أيضاً ؟
كأنك تشك في كلامي ! بصدق أشعر أن نوافذاً كثيرة فُتحت على مصارعها بعد أن كانت مغلقة أمامي .. الحظ يبتسم أخيراً يا صديقي..آن أن يستريح قلبي ..
تمّعن بوجهي , كمن يبحث عن بارقة شك , ثم قال : كم كنت أغبط " محظوظ " تلك الشخصية " الكارتونية " بمجلة " ميكي " أتعرفها ؟! كنت أقرأها و أنا طفل .. كان الحظ يتدحرج تحت قدميه , يلازمه فيهرب منه, فيتبعه كظله , لطالما تمنّيت أن أرزق مثل حظه الموفور, أخيرا تحقّقت أمنيتي ..
سألته : فهل حالفك الحظ الآن؟
= لم يحالفني فقط , بل صارت بيننا عشرة ..
هنا طرحت عليه سؤالي الأخير: لقد تحدّثت كثيراً لكن لم أضبطك مرة تبتسم , تجهم يستقر دائماً على وجهك .. فما الحظ كما تراه ؟
هنا شعرت بأن ساقيه تخذلانه , قد يهوي إلى الأرض من شدة بؤسه, بصوت ينازع من أجل ثبات نفسي , قال : الحظ عشته بخيالي , ككل شيء حلمت به, صنعت لنفسي حياة موازية , أوجدت بها ما عجزت عنه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.