محمود حمدون
رغم معرفتي المتواضعة به, لكن تلك الليلة , بعد أن فرغنا من عزاء بمسجد"عبدالله وهبه " , سار بجواري , ثم انطلق في حوار من طرف واحد : نعم أجيد أداء أي دور , أجد متعة كبيرة في تقمّص الأدوار الصعبة , أعايشها , أغرق في تفصيلاتها , أجد ذاتي حينما تُغرورق عيون الحضور , أو عندما تنفجر حزناً بالبكاء , أسموا في سماوات الابداع حينما تتناهى إلى أذني ضحكات المشاهدين , الجالسين بالأسفل , يراقبونني , يتتبعون خطواتي , يحصون أنفاسي , أعلم أنهم يدفعون ثمن متعتهم هذه , و أنا أقدّم لهم المقابل , لكن بنهاية المسرحية ,حينما ينسدل الستار وسط جنون التصفيق و الهتاف , أعود لعالمي , أخلع معطف الدور ,لأرتدي جلباب الحقيقة.
قطع حدييثه معي ,تنبّهت ,فإذا به يهندم ملابسه ,يمسح حذائه بنهاية سرواله , فتح ذراعيه ثم هرول يقطع طريق أحدهم قادم باتجاهنا ,بملئ فيه صاح: معالي الباشا نورك يضيءظلمات نفسي.ثم هوى برأسه يقبل يده الشريفة حسب قوله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق