أعلان الهيدر

الخميس، 24 يناير 2019

ق ق ج/ بيت للهدم

بعلي جمال


أصدر تنهيدة ثقيلة ،أنفاسه منكسرة ،متقطعة ..لا شيئ يتحقق! لقد إستوحش غربته و زاد في وحدته طرده من عمله . بوعلام إنسان هادئ الطباع ،غير عدواني ، يقابل إساءتك ببسمة تشبه نسمة صباح ربيعي ريفي . ماذا يتوجب عليا فعله ؟ أشتمه ! هل علي النزول إلى حيوانية شرسة؟ هل علينا أن نتقاتل ككلاب شارع ؟ لماذا إذا تعب أباؤنا ؟ 
-لن أسقط في فخ الإبتذال.
إقترب منه عبد الله و همس في أذنه : 
- سيعتبرون موقفك هذا ضعفا ،انت تستسلم .
- القضية في المحكمة .
- سألوا العدل ما يبكيك ؟ أتعرف ماذا قال ؟
- ماذا قال؟ 
- تضربني زوجة أبي.
- سأخرج إلى الشارع .
- ألا تدري؟ أنت في الشارع. شرطة العمران تنفذ الآن أمرية إزالة منزلك .
أمسك برقبته بشدّة ثم أفلته وخرج مسرعا ،الجرافة بدات تدك الجدار الخارجي للفناء ،وقف أمام الجرافة وبعض الجدار يتهاوى ،كاد يسقط عليه .
- زوجتي .
توقف السائق ،تقدم ظابط الشرطة وقال: 
- لا أحد في البيت .
- أنت تهدم بيتي .
- لديا أمرا إزالة البيت . 
- كيف ؟ أنا لا أفهم . أين زوجتي؟
- زوجتك باعت المنزل و المشتري يريد هدمه،هذا شأنه .
دفع الظابط ،دفعه شرطي ،سقط و أخذ في صياح هستيري 
- لا لا ..لن تهدموا البيت .
جرى وقف أمام الجدار شارعا ذراعيه و يصرخ : 
- أقتلوني تحت الردم أذا ،لن أتحرك .
وبدا يقذفهم بالحجارة .

- ارحلوا ..لن تهدموا البيت .
زوجته تنزل من السيارة و وراءها سيارة الإسعاف ،نزل منها ممرضين و طبيب .
قالت : تعال أنه ليس منزلنا .
- لا لا ..أنت لست زوحتي .
تقدم الظابط من الطبيب : نريد أن ننهي عملنا .
أوما الطبيب للممرضين بمساعدة الشرطة أن يقيداه و يصعدانه سيارة الإسعاف ..قاوم بشدة وهو يصرخ ويبكي ..
- يا الله .


" بعلي جمال"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.