أعلان الهيدر

الجمعة، 16 نوفمبر 2018

الرئيسية " أنفاس متلاحقة "

" أنفاس متلاحقة "


محمود حمدون

هبّت ريح باردة ,بعثت في القلب رعشة و رغم عشقي للشتاء, تدثّرت بسُترتي , أحكمت إغلاقها , , بيدي اليُسرى , وضعت هاتفي على أذني , ينساب حديث دافئاً , كلما علت أصوات السيّارة , خفّضت صوتي ليدور الهمس رائحاً غادياً .
هناك , غير بعيد , جار جُبرت عليه , ألقى بأذنيه , يتسمّع, يرقب خلجاتي , يُحصي أنفاسي المتلاحقة , التفتُّ إليه بجذعي , صفعته بنظرة نارية علّه يرتدع , تجاهلني و نارجيلته بيده يعبث بها كمسبحة بيد تقيّ ... 
سألته : أسابق معرفة بيننا ؟

بثبات غريب أجاب : للكون سُنن تحكمه .
قول في غير محله , لعله يرغب في إثارة عصبيتي , لذا أهملته , انكفئت على هاتفي , بحثاً عن حرارة مفتقدة تُعينني على برد الليل , أعدت الاتصال , وعين ترقب " شاشته "بقلق ... و أخرى ترمق بحذر من يجلس خلفي .. ثم سمعت " نحنحة " و سعال خفيف . أدرت رأسيي ,قد ازدحم المقهى عن بكرة أبيه , جميعهم , عيونهم مصوّبة إليّ , ,آذانهم ملقاة بجواري لعلها تخرج بما يبلُّ الريق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.