محمود حمدون
آية تواضعه الشديد , أن تقابله , يجاورك بالطريق , تلتقي نظراتكما , يتجاهلك دون عمد إذ يكون سابحاً في وادي التيه, تراه يدخّن " سيجارته " بشراهة , يحبس أنفاسه , يجز على أسنانه , يخرج الدخّان بصعوبة من بين شفتيه كسجين لم يرى الحرية إلاّ بعد معاناة .بيده الأخرى " رغيفاً " يحتوي الفراغ بين شطريه, فتغض البصر عنه , تحترم قدرته المدهشة على المضغ البطيئ و تُجلُّ تلك النظرة الغائمة التي تعتلي وجهه .قلت له ذات يوم مداعباً : ما أحوجنا لصمتك , لحكمتك الزائدة عن الحد , فالحياة سخيفة لا تُطاق.رد بعبارة مقتضبة و هو يطحن الهواء تحت أضراسه : و ما يُلقّاها إلاّ الذين صبروا .
السبت، 27 أكتوبر 2018
" آية "
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق