أعلان الهيدر

الجمعة، 12 أكتوبر 2018

الرئيسية الحلقة السادسة والأخيرة / طيور الشتاء . اليتيم ! .

الحلقة السادسة والأخيرة / طيور الشتاء . اليتيم ! .


رحو شرقي

ذلك الكتاب الذي قذفته الرياح ، يحمل عالما من أنات الزفرات ، وألم الفقد ..
فطيور الشتاء التي تبحث عن الدفيء ، قد اقتُصَت أجنحتها بيد اليُتم لتنزوي إلى رصيف الحياة البارد...
إن الحب في شريعة الخلاق سعادة وسكينة والأمومة أعظم مهمة في حلة هدية ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . ذلك الطفل الذي قذفته الخطيئة بأسمائها المغلوطة والمنمقة في ثوب الحب والجمال ..
هو لحظة ساعة الخطيئة وجبين طبعت عليه القبلة الأخيرة ، قد ورث منها العار دون حاجة ..
حدثتني اليوم إحدى الحاضنات عن نزيل بدار الأيتام ، ذلك البيت الذي يحمل بين أحشائه حكايات الألم ، كالنار في الهشيم . 
مولود بطلعته البدرية ، نزل إلى عتبات الدنيا دون اسم . 
على جبينه يده البيضاء وفمه المطبق الدقيق ، شفتاه كالزهر يستهوي النحل ... والشعر الفرسي المنساب ، بعينيه الخضراوتين ، كأنه اخذ من المروج لمسة العشب ، ومن الجنان أديم الخير ، برائحة نسيم الفجر ، ومن بياضه صفاء السماء ، كلؤلؤة لفظها الموج ليست لها يد لاقطة ... 
لقد كُتِب في دفتر النزلاء برقم ، بدل إسم في سجل الأنساب ... 
لفظته الأنوثة مع المذنبين ليحمل براءة السماء ، كبراءة العذراء ..أو غريب حل على الديار بغير رغبة منه اْو فيه .. وهل هناك أسمى معاني اليتم في شناعته وقبحه ؟؟!! 
كهذا اليتم الذي تلاحقه أصابع المتهامسين ، في شريعتهم التي لا تفرق بين الضحية والجاني .. إنه يتم الأخلاق !!! 
والمعصومون إلا الذين أصطفاهم الرحمان ......يا الله ..... 
وهل تتساوى الكلمات المتساقطة كالبرَد على أشجار التين والعنب لتغسل أحلى الثمرات ، مع تلك الأفواه النافخة في الكير لتطاير الرماد و الجمرات ... 
فدمعة اليتيم الذي يعيش فقد الأبوة أوالأمومة قد تغسل العالم أو تأسره .. 
إن جوهر الأشياء الحقيقة ، مثل حبات اللوز في حلاوتها أو مرارتها ، فأما الحُلوة يستساغ طعمها ، و المرّة نغتسل بصابونها ...
و يتم الأخلاق مع العلم ، مشقة في عالم الضلالة والظلام .. 
ليس اليتيم من مات أو غاب أبواه ، لكن اليتيم يتيم العلم والدين والوطن في محياه ..


النهاية 
بقلم رحو شرقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.