هدى . ق
في الغابة الخضراء، تعيش السناجب سعيدة، وهي تمرح بين أشجار البلوط والصنوبر، تأكل من ثمارها، وتدخر منها لأيام الشتاء، إلا سنجوب ، فقد كان يقضي أيامه بالكسل والنوم، وإذا ماقرقرت امعاؤه، يذهب خلسة ويسرق من مستودع الجوز، ولا يكلف نفسه العناء في قطف الثمار.
ومالبث أن تحول إلى لص خطير ، يسرق كل مايحلو في عينيه من بيوت السناجب .
بدأت السناجب تأخذ حذرها منه وابتعد عنه كل أصدقائه، خوفا على سمعتهم، فسنجوب أصبح يلقب بالسارق واللص.
مع مضي الأيام ، أصبح سنحوب يشعر بالوحدة ، فكل السناجب باتت ترفضه، نتيجة لسلوكه المشين،
كما منع من الاقتراب من مستودع الثمار في فصل الشتاء.
شعر سنجوب بحجم الذنب الذي ارتكبه، وقرر أن يتوب عن فعلته، ويمحي تلك الصفة القبيحة التي وصف بها، غير أن السناجب لم تصدقه، لأنها ماعتادت منه إلا السرقة.
ذهب سنجوب إلى جده وأخبره بندمه، فلمس الجد النية الصادقة عند سنجوب ، حينما شاهد دموعه تنهمر ندما لما صنعه بنفسه.
قرر الجد أن يضع سنجوب تحت الاختبار ليكشف صدقه من كذبه، فأمر الحارس أن يترك باب مستودع الجوز مفتوحا ليلا، فهو يعرف شدة جوع سنجوب وحاجته إلى الطعام.
في تلك الليلة خرج سنجوب يبحث عما يسد رمقه، فشاهد مستودع الجو مفتوحا والحارس غائب عنه، هم بالدخول إلا أنه منع نفسه عن ذلك ، فقد عاهدها على التوبة والبعد عن السرقة حتى لو مات جوعا.
فاندفع بسرعة نحو بيت الجد ليقص عليه ماشاهده، سر الجد كثيرا لما رأى من تغيير جيد في سلوك سنجوب، وأمر له ببعض الجوز ، ليملأ به معدته الخاوية.
في الصباح جمع الجد السناجب وأخبره عن أمانة سنجوب وندمه عما فعله سابقا.
فرح الجميع بعودة سنجوب لرشده وهتف الجميع : يحيا سنجوب الأمين الشجاع.
هدى . ق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق