أعلان الهيدر

الأربعاء، 12 سبتمبر 2018

الرئيسية قصة قصيرة / الكاتب الفاشل

قصة قصيرة / الكاتب الفاشل


حركاتي لعمامرة

ولد في قرية صغيرة ، لم يلتحق بالمدرسة ولا الكتاب، كان والده يشتغل عند الكولون ، 
وعندما بلغ سن التاسعة إنتقلت عائلته الى المدينة ، بهر الصبي بالمدينة وماوجد فيها 
من وسائل ترفيه لم تكن متوفرة في الريف..بعدإلحاح من والدته أدخله والده الى إحدى المدارس الفرنسية ، فعرف الصبي حياة جديدة ، اكتشف الحرف غازله ، إنتقل في دراسته من طور الى طور، نجح الصبي فنال الشهادة الابتدائية ، وجاء ذلك اليوم الذي سيغادر مدينته الى مدينة قسنطينة لمواصلة الدراسة بالتعليم المتوسط ، وصل الى قسنطينة فإكتشف عالما جديدا تفتقت افكاره ، نال قليلا من العلم بالمدرسة الباديسية ، بدأ يغازل الكتابة نصحة أستاذه ان لايفعل فتملكه حزن شديد ، قرر ان يطور نفسه ليصبح كاتبا كبيرا ، بعد الاستقلال إسحوذ والده على املاك المعمر ، ملبنة ، وطاحونة حبوب و مطبعة ومنزل كبير ، بدأ الفتى يساعد والده وطلب منه ان يحيي نشاط المطبعة ، كان الشاب ابن العشرين عندما كتب مجموعة من الخواطر وطبعها له. والده، ولكن كانت المفاجأة ان المطبوع لم يلق رواجا ، حزن كثيرا بعدما أنبه ابوه ولامه عن الخسارة التي كبده إياها ...غادر قسنطينة الى عنابة ليتسكع فيها وينحرف ، اصبح ذلك الفتى الهادىء الوقور شريرا ، ينام النهار ويستيقظ طول الليل ، اصبح لصا محترفا ، نال منه السجن احلى سنوات عمرة، وبينما هو يفكر في كيفية للهروب ، تناهى الى سمعه خبر وفاة والده ، سمع النبأ فإنتابه شعور غريب ،كاد ان يطير من الفرحة ...شمله عفو لحضور جنازة والده ، فحضر وعاش من جديد مع امه واختيه 
فقررت امه على تزويجه ، تزوج من إبنة خاله ، وبقي حلمه في الكتابة يلازمه ، كتب اولى خربشاته القصصية ،وزع كتابه بالمجان لكن اصدقاءه كانوا ياخذون الكتاب 
دون ان يقرؤوه وكان شديد السرور بذلك 
،قرر ان يستأجر مجموعة من الكتاب يكتبون له وهو ينشر تحت أمضائه ، عاش نرجسيته حتى صار بحوزته سبعة روايات وخمسة مجموعات قصصية ، كم كبير من المؤلفات ، ولكن اسمه لازال مغمورا ، إكتشف الفيسبوك فنشر فيه لأن اصحابه وجهوه الى ذلك ، فبدأ ينشر اعماله التي لم تعد لتعجب الناس ، لأنها فضلا عندهم في كتب ولم يقرؤونها ، كلما وجد فيسبوكيا ناجحا يقول : الفييسبوك صار متاحا 
للحمقى والأغبياء ...ولكنه هو الكاتب الذي طبع عشرات الاعمال عندما لجأ الى مارك وفتح فيسبوكا لم يلق قبولا ...فمن الأحمق الآن ...بقي الكاتب المسكين يتجرع فشله 
ولم يستسلم يوما للحقيقة انه كاتب فاشل 
وبقي يمني نفسه بأن يصبح طه حسين او المنفلوطي اوالعقاد ..بقي على نرجسيته لأن اصدقاءه تمادوا في توجيهه الى الطريق الخاطيء ، ولم يصارحوه بأن الأدب لأهل الأدب وحب القراء للعمل نابع من ذاتية منهم وحبا في نزاهته مع اعماله ، بقي الكاتب المغرور ينشر فشله ويكيل تهم الغباء 
لغيره من المبدعين .....


حركاتي لعمامرة بسكرة / الجزائر
10 ايلول ( سبتمبر ) 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.