محمد محجوبي
حين أستجمع وجومي على طرفي شموع . أعانق خيط الحنين المجنون .
أجلب مرآتي من وجه صديقي القديم على مفترق العمر الذي لا يزال ينهل منا صفحاته المتحركة على أقفاص تجربة تشعبت فيها آثار المشي وعرق الليل الكؤود .
صاحبي أو صديقي أتفحصه تجاعيد خصبة بسحنات تغمز ضوء السنين . تفاصيل الطفولة وهي ترفل أعراسها القديمة . كانت أعراسا تذوب على عناقيد العنب وعلى لذات التين المتورد . وعلى خدود الرمان المتشبع العشق .
وجه صديقي مرايا عمرت بي طقوسا للثمل النسائمي .
وجه صديقي يتريث وهجي الماطر فتشرق بي سبورة المكان وتبلج تفاحة الزمان فجرا يواكب فجر القلب القديم .
فأتوخاه صديقي أن يبعثر الصناديق المورقة . وعلى ضلوعها تتماهى شجرة السنديان التي تهيم من رائحة حنيننا المعتقة الطين .
في هذا اليوم تداخل موج الماضي أعجوبة التفتق من عمر . وعلى رحاب المقهى استحال خوضنا في التيه الدسم موسما لخريف يرخي ظلال الأنس على شرفات الحكي العميق .
ومن هذا اليوم اخترقت وجه صديقي المتواطئ مع الفرح . فتناثر من جذع الزمان طلسم الغربة .
ونحن على بستان الزوال نعاود مهرجان فراشات قديمة كانت تغني أحداقنا البريئة أغنيات ليست كالأغنيات .
محمد محجوبي
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق