محمد محجوبي
سطعت صورتها على غلاف الواجهة . تناجى الجيران فيما بينهم فهب دخان الحي على الوسيط لكي يعرج على البيت يملأ دلوه ويجلب الفضول المساوم من الأقاصي المتربصة . الزمن أعراس والخطبة موائد والدواخل دوائر .
خطيبها ملك قبيلة تصون كرامة مواشيها ودواجنها . أمه تأمر فتطاع . في الدائرة الضيقة تتزين الفتاة بعطر الزواج . فساتين . مصوغات وديباج . في الدائرة الأضيق تنتفض أفكار ولي أمرها : لقد قالها الشيخ : الزمن الرقمي صعب والأخلاق والمبادئ والسلوكات والمكارم حجبتها رياح الشمال . هي عروس دائرة ضيقة تتعاطى رياحها في داخل مضطرب .
بينما هو عريس ضمن كتيبة القبيلة مثله مثل باقي النعاج . أمه ملكة التخضرم . تعيش بهز الأرداف . الرقص المصعر في أتون القبيلة . العروس مسحوقة البدن والقوام في ليلة البكارة عالم النشوز لا يستحيي من وجه القمر . والليل مصفد بين غمغمات صيف وهمهمات أحاديث طوال يجلد الفرح خمسون ألف جلدة . تتردد موجات العرق المنتفض - بين العروسان - لغز بكارة . تتغابن الأنفاس . بينما تباشر أمه الرقاصة مهامها . مصطلح الحجية . سؤال كبير تجيب عنه الأم الرقاصة بسبابتها الريفية الغليظة المتبرجة . بينما تذبل الفتاة كبرعم صعقه الركام القبلي . غبار وظلام ووهم تستشيط منه الحكاية الطويلة .
في الصباح صدم الولي باعوجاج الدائرة المقيتة بينما أغمي على زوجته . القبيلة مفرغة للداوجن والمواشي . العروس بين عرق ونزيف ماحق .
في نفس الدائرة الضيقة تتماهى ضوضاء الدواخل عالم يزف فتاة لماشية قبيلة فتبكي السماء برعمها الكامد . من يومها والنزيف سجل أحمر . من يومها والقبيلة ترقص رقصة النار . من يومها والعروس الفتاة لا تشرب فنجان قهوتها ولا تأكل رغيفها حتى تشبع المواشي وحتى تنام أرداف الرقاصة المتوجة بدم بارد في زمن يشتد من شدة النزيف .
محمد محجوبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق