محمود حمدون
دخل المخرج المسرحي الكبير إلى المأتم لتقديم واجب العزاء, بيده تلك الحبال الوهمية التي يحرّك بها عرائسه من بعيد , فيرتّب الأحداث وفق مشيئته .
أقبل يرتدي مسوح الرهبان ,على محيّاه ورع الصالحين ,تومض عيناه بلؤم ثعلب عجوز. ألقى عباءته في الهواء فانقلب المأتم مسرحاً , حدث هرج كبير و اختلط الحابل بالنابل , يجزم أحد الحضور , أنه رأى المُقرئ ينقلب إلى مُغني يؤدي فقرة مرحة في جو من الموسيقى العذبة .
أسرعت كوكبة كبيرة من عرائس المسرح و كومبارس المُعزّيين للترحيب بسيّدهم , ما بين مُهلُلُ و مستبشر أو ضاحك أو غير مصدّق عينيه , تدافعوا جميعاً لنيل الرضاء والبركة . تركوا صاحب المأتم في كدر وغيظ كبيرين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق