القهوة والسيجارة والشعر

أحمد بهناس

وإذا شياطيـــنُ الحيــاةِ تَجـــــورُ

دخِّــنْ عليــهَا لحظـــةً، ستخـــورُ

وارشُفْ منَ السَّمْراءِ رشْفةَ عاشقٍ

قـدْ حضَّـرتْهَا عجــوزةٌ غُنْـــدورُ

أو غـادةٌ هيفــاءُ تُتْقــنُ مزْجـــهَا

يَـزْدانُـهَا طَـقْـــمٌ لديْــهَا أثيــــــرُ 

إبْريقُــها يزْهُـــو كديــكِ خميــلةٍ

أكوابُـهَا الصّيصانُ حينَ تـــدورُ

وأضفْ إليهَا الشيحَ يُـنكــهُ ريحَهَا

واستوقــدِ السيجــارَ يا عنتـيــــرُ

وانفثْ سحائبَـهُ وراقبْ سيــرَهَا

ستراهَا في الأفُــقِ البعيدِ تسيـــرُ

تستجلـبُ المزنــاتِ كلَّ عشيَّــةٍ

يتعــافَى منـهَا ، وما بـه تكديـــرُ

وانسَ الحياةَ وهمَّهَا وشــرورَهَا

واغنمْ زمانَــكَ، فالزمانُ قصـيــرُ

كأسٌ منَ السمــراءِ إنْ عانقتَــهَا

بعدَ المذاقَــةِ في الرُّؤوسِ تَثــــورُ

سمـراءَ، جونيـةُ تمـرِّرُ ريحَــهَا

فيها لِـمَا رغــبَ الخيالُ عبيـــرُ

طابَ الشرابُ، فخلْتُ نفسِي راغبًا

في شربِـهَا بنـتَ الكـرامِ أسيـــرُ

منْ كفِّ راهبــِةِ المطابــخِ قمــرةٍ

شمـسٌ تضـيئُ، ووجــهُهَا تبشيـر ُ

وإذا رأيتَ النفسَ راقتْ واهتـدتْ

فتذكَّــرِ الأشعـــارَ يا نحــريــــرُ

هذا زمانُ الشعـرِ دونَكَ نسجَـهُ

وصُغِ اللطائفَ منـهُ، لا تقتيـــرُ

واستحضرِ الذِّكْــرى وناجِ غافلاً

عُمِيَــتْ عليـهِ، فخانَــهُ التدبيـــرُ

واروِ القصيــدَ مضمَّخًا بعطورهَا

فإذا الحبيــبُ بغنْجــهِ مطـــرورُ 

~~~~~~~

بهناس أبوريان أحمــد