أعلان الهيدر

الأربعاء، 28 مارس 2018

الأربعاء ..


رحو شرقي
عند الجداول ومائها الرقراق ، نستمد سعادتنا من مطلع الشمس وغروبها وحلول النجوم الزاهرة ؛ بأعشاب الأرض الناضرة .
بأغصان الكلتوس والصنوبر السامقة وظلال الزيتون الوارقة ؛ بتغاريد الطيور عند رواحها وغدوها .
برغيف والعيش الشريف ومزال هذا شأننا ....
اجلس أمام ركبتي شيخي الجليل وبيدي اللوح المطلي بحجر الصلصال فأتلو عليه ماحفظت ...
وعندها يمسح على رأسي الصغير ويقبل جبيني ؛ قبلة المساء عند انحدار القمر من مغربه ...
فيرفع يديه الى السماء متخشعا ، يسأل الله بدموعه وزفراته ...
أن يبقي علينا نعمة الستر من غد لا نعلمه !...
قال لي : ......
يابني ردّد معي " لا إلاه إلا الله محمد رسول الله "
ثم سألني : هل تعلم معناها ؟...
ألتزمت الصمت في حضرته .
وأنا أنظر الى ابتسامته مثل فم الحسناء .
ثم أجاب على سؤاله : ......
يابني هذا عقد دون شهود ليوم مشهود .
نظرته تغنيني ، وكلماته تعنيني مثل بياض القطرة الناصعة ، تحت شمس ساطعة ...
بدل وجه متحجرا تفارقه الإبتسامة ولاتلمع فيه بارقة بشاشة .وفي صباح الاربعاء الذي يعلو سماءه غيمة ممطرة وأنا اركض مثل عشب المروج خوفا من تبلل لوحي ...
لأجد أمامي جموعا من النساء والرجال !...
في هذا اليوم لم يسمع تراتيل الأربعاء وتغاريد طيوره الجانحة ...
رأيته يُحمل على أكتاف في هنة بيضاء .
حينها ، علمت انها رحلة الوداع الأخيرة مثل قمر يسافر في كبد السماء...
حدِثني أيها الليل عن حلولك ، لأحفظ عهد شيخي كما حفظه عن أجداده .
ألبسونا ثيابا من اللؤلؤ والماسي على أفكارنا ...
واليوم أُكِل أمري الى الله ليغيثنا نفعا ، فينمو الزرع ويدر الضرع ..
وهو يعلم خائنة الانفس وما تخفي الصدور .
بقلمي رحو شرقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.