أعلان الهيدر

الاثنين، 19 فبراير 2018

على الشاطئ !


رحو شرقي

صنعت له من صدرها عشا ، أحبته دون ملل .
إذا سقط ألتقطته بيديها الحريريتين ، تريده زهرة تنمو بعطرها و أمام أعينها ....
لتبعد مخالبا تخنق فيه جمالها الوردي وودها الفطري .
خُلِقت من أجله لتحيا وهو كَبر بين جفنيها ليحجب عنها النور ؟!...
لقد أهدته سنين العمر ، وهو قدم لها موج هائج بالمد والجزر .
في القلب تطاوعك الأنامل .
ساقني الشوق إليها !...لأسمع أنين الأنين ، ولوعة السنين ...
ياليتني لم ألقاها على ذلك الشاطئ ، ترمي بهموم الإنتظار وبصيص الأقدار ...
بعد لوعة القشور ، والبيت المهجور ، بحرقة
القلب المقهور ...والفرح المنحور.....

سألتها :
ياسيدتي سعدية سمعت تحاوركما أنت والأخت زليخة ، بعد التحية والاستئذان ...
قالت : بعد نظرتها المكسورة !!...
والأماني المبتورة !!...
أفتقد ابني محمد دونما ، فهو عزائي الوحيد ،
الذي يسكن سراديب الروح ...
بعث مني بأجل ...
وأخذ روحي على عجل ...
لا البحر رحمني ورماه ، ولا رسالة منه على شفتيه ....
روحي معلقة بحبل على مشانق الأمومة ...
صبري آية فيها النار تأكل أحشائي ، لا تبرد الى في صلاتي ...
ثم عم الصمت وسالت دموعها معانقة رفيقتها زليخة ...
عانقت زليخة السيدة سعدية ، ذلك الكيان الذي ذاب مع ضربات الزمن الموجعة ...
تلك الأحلام البائتة على أرجوحة الظلام البائسة ...
ذلك الفجر المستحيل ...
على أفول النجوم ، أصبحت معلقة بين ذكريات الماضي في انتظار
الموت القادم ؟!..
بحسرة المجهول ؟!...
ثم قلت لها ياسيدتي : .........
وهل طرقت كل الأبواب ؟!...
ياسيدي : .........
بحثت في كل مدينة والشطآن ....
لم تزدني الا الألام والاحزان ...
أنتظر زائرا أشم فيه عطر الوجدان ...
ياسيدي : إنه إبني محمد ؟!..
وهل العمر رخيص لهذا الحد ؟!...
ياسيدي : ماعدت أطيق جسدي ... فالأمر ليس بيدي ... عزيت سعدي ...
ابني محمد حرقتي وبُعدي ....
حينها أدركت أن الصمت أرحم ...
وكأني أنخر تجاعيد ذاكرتها التي لا تحتمل ...
والوقوف على دقائق الماضي بألم ينهش حاضرها ...
سأودعك في صمت لأن الكلام غير مجدي ليس فيه عزاء للجريح ولا حكمة موقدة لتنير دربا مهجورا .
عن نزيف الروح رحو شرقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.