بقلم: سعادإلزامك
اشتدت آلام المخاض ، استنجدت به ، تخلص من براثن نومه بصعوبة بالغة متمسكاً بأهداب أحلامه . ذهبا إلى المستشفى بعدما تملك منها السقم ، و قد تغلبت عليها أتراح مشاعرها المحطمة بلا مبالاته المتكررة و المتعمدة . استقبلها فريق الطوارئ بهمتهم المعهودة ، لم تعد تقوى على التقاط أنفاس تتودد المثول للحياة .
اضطر الطبيب إلى استخدام مبضعه و أدواته الجراحية ، شق أحشاءها ، و انتزع جنينا يُصارع من أجل الحياة . التفت الطبيب على صرخة فلتت من شفتي مساعدته ، شاهد أجهزة المتابعة لحالتها و قد سكنت اشاراتها ، تركوها خامدة الأنفاس منثورة الأحشاء . بدأ الفريق الطبي العناية بالوليد و قد انتابهم شعور الأسف على عتمة أظلت يوم مولده بعد أن إصفرت سنبلته و تأوهت لرحيل والدته . سلموا الوليد لأب خرج من فوره تاركا إياها مضرجة بدمائها ، أسرع لمنزله و كأن شيئا لم يصبه فلم تداعب دمعة واحدة وجدانه المُجدب ، راح يزف لأسرته النبأ السعيد بقدوم وحيده .
استردت وعيها فزعة بعد فترة ألقمتها الوحدة الكئيبة بلا أنيس ، تحسست أحشاءها تبحث عن جنينها المفقود ، ضغطت بيديها على جرحها ، تحاملت على سقمها ، زحفت ناشدة المساعدة . تجولت في الظلام تتنقل من ممر لآخر ، تفتح بابا و تغلق آخر ، و جرحها ينزف حسرة و رهبة . أخيرا لاحت إحداهن و قد ألهبها الخوف لرؤيتها ، خرت دعاء بعد أن استنفذت كل قواها الواهنة ، الأحشاء تنتفض ثائرة من قسوة مسيرتها ، و قد قفزت من خلال أستارها السبع .
أيام دون سؤال من ذويها ، بدأت في استرداد بعض من قواها المسلوبة ، فرت من أجل الوصول لزوج مرق عن الاهتمام بحياتها . في الطريق تنازعتها الأحاسيس المتضاربة ، و ألهبتها ثورة غضبها من جديد بسياط تؤجج آلاماً حاولت إخمادها . بالقرب من مسكنها سمعت همهمات بعض المُحملقين في دهشة تتعجب من ظهور الراحلة بعد أن قدموا واجب العزاء لأسرتها . قرأت تساؤلات تتوارى خلف نظراتهم عن أسباب اختفائها و عودتها و حقيقة أمرها .
عيون تصدح بتقديم النصيحة لها بعدم ولوج منزلها بتلك الحالة الرثة حتى لا تحصد نظرات الهلع و كلمات الشماتة ، استنكرت و نهرته نظراتها الحائرة . استحلف نظرة الريبة من نواياه التي تتدافع من مقلتيها ، اضطربت بخوالجه أحاسيس الشفقة فصرعت الخوف . تحاملت على غضبها ، و أصرت على قرارها ، فيممت وجهها للمنزل من فورها . طرقت الباب ، فتحت امرأة تتهادى على عشب الثلاثينات ، ذات ملامح وُشمت بأحلام غجرية تستجدي لمسة من جمال ، بهندام ذي ذوق متدني للغاية كقسمات مُحياها . جَزّتْ دعاء على جرحها ، دفعت بيد مرتجفة ألماً يعتصر ظنونها .
سألتها الأخرى بوقاحة : من أنتِ ؟
أجابتها بكبرياء مهزوم : زوجته .
نادت دعاء باسمه بصوت جندله الشموخ متجهة إلى غرفته ، حاولت الأخرى التصدي لها معللة بعدم أحقيتها في الولوج إلى مخدعها . تنهدت المكلومة بمشاعرها ثم تبسمت ، خرج الزوج ناهراً إياها بعجرفته المعهودة و صلافة طباعه ، هاله مظهرها . أشاحت بصعوبة بالغة غمامة التجهم و الغضب عن شفتيها ، طلبت من فورها أن يحررها من عصمة كبلتها بالآلام و الهوان . تعالت رجفة الذعر على التظاهر بالضحك و الثبات ، زجرته نظرات السخط من الأخرى ، فراح يلعق سخطها بالتملق .
استفاقت الجريحة من غيبوبة استجداء الحياة ، تبسمت بسخرية من استمرار الطعنات التي يُكيلها إليها قدرها ، رفعت راية النصر على نزوات زوج أُسقطت هيبته منذ سنوات مضت في حانات الهوى . هام تشفي روحها في باحة فَناء حبه ، فاستنفرت ذات استكانت طويلا تحت رزح كهنوت عبودية اقتات من كيانها ليُنمي رجولة مزعومة ، ثم عادت إلى لحدها .
من مجموعتها القصصية:وشم القدر
اشتدت آلام المخاض ، استنجدت به ، تخلص من براثن نومه بصعوبة بالغة متمسكاً بأهداب أحلامه . ذهبا إلى المستشفى بعدما تملك منها السقم ، و قد تغلبت عليها أتراح مشاعرها المحطمة بلا مبالاته المتكررة و المتعمدة . استقبلها فريق الطوارئ بهمتهم المعهودة ، لم تعد تقوى على التقاط أنفاس تتودد المثول للحياة .
اضطر الطبيب إلى استخدام مبضعه و أدواته الجراحية ، شق أحشاءها ، و انتزع جنينا يُصارع من أجل الحياة . التفت الطبيب على صرخة فلتت من شفتي مساعدته ، شاهد أجهزة المتابعة لحالتها و قد سكنت اشاراتها ، تركوها خامدة الأنفاس منثورة الأحشاء . بدأ الفريق الطبي العناية بالوليد و قد انتابهم شعور الأسف على عتمة أظلت يوم مولده بعد أن إصفرت سنبلته و تأوهت لرحيل والدته . سلموا الوليد لأب خرج من فوره تاركا إياها مضرجة بدمائها ، أسرع لمنزله و كأن شيئا لم يصبه فلم تداعب دمعة واحدة وجدانه المُجدب ، راح يزف لأسرته النبأ السعيد بقدوم وحيده .
استردت وعيها فزعة بعد فترة ألقمتها الوحدة الكئيبة بلا أنيس ، تحسست أحشاءها تبحث عن جنينها المفقود ، ضغطت بيديها على جرحها ، تحاملت على سقمها ، زحفت ناشدة المساعدة . تجولت في الظلام تتنقل من ممر لآخر ، تفتح بابا و تغلق آخر ، و جرحها ينزف حسرة و رهبة . أخيرا لاحت إحداهن و قد ألهبها الخوف لرؤيتها ، خرت دعاء بعد أن استنفذت كل قواها الواهنة ، الأحشاء تنتفض ثائرة من قسوة مسيرتها ، و قد قفزت من خلال أستارها السبع .
أيام دون سؤال من ذويها ، بدأت في استرداد بعض من قواها المسلوبة ، فرت من أجل الوصول لزوج مرق عن الاهتمام بحياتها . في الطريق تنازعتها الأحاسيس المتضاربة ، و ألهبتها ثورة غضبها من جديد بسياط تؤجج آلاماً حاولت إخمادها . بالقرب من مسكنها سمعت همهمات بعض المُحملقين في دهشة تتعجب من ظهور الراحلة بعد أن قدموا واجب العزاء لأسرتها . قرأت تساؤلات تتوارى خلف نظراتهم عن أسباب اختفائها و عودتها و حقيقة أمرها .
عيون تصدح بتقديم النصيحة لها بعدم ولوج منزلها بتلك الحالة الرثة حتى لا تحصد نظرات الهلع و كلمات الشماتة ، استنكرت و نهرته نظراتها الحائرة . استحلف نظرة الريبة من نواياه التي تتدافع من مقلتيها ، اضطربت بخوالجه أحاسيس الشفقة فصرعت الخوف . تحاملت على غضبها ، و أصرت على قرارها ، فيممت وجهها للمنزل من فورها . طرقت الباب ، فتحت امرأة تتهادى على عشب الثلاثينات ، ذات ملامح وُشمت بأحلام غجرية تستجدي لمسة من جمال ، بهندام ذي ذوق متدني للغاية كقسمات مُحياها . جَزّتْ دعاء على جرحها ، دفعت بيد مرتجفة ألماً يعتصر ظنونها .
سألتها الأخرى بوقاحة : من أنتِ ؟
أجابتها بكبرياء مهزوم : زوجته .
نادت دعاء باسمه بصوت جندله الشموخ متجهة إلى غرفته ، حاولت الأخرى التصدي لها معللة بعدم أحقيتها في الولوج إلى مخدعها . تنهدت المكلومة بمشاعرها ثم تبسمت ، خرج الزوج ناهراً إياها بعجرفته المعهودة و صلافة طباعه ، هاله مظهرها . أشاحت بصعوبة بالغة غمامة التجهم و الغضب عن شفتيها ، طلبت من فورها أن يحررها من عصمة كبلتها بالآلام و الهوان . تعالت رجفة الذعر على التظاهر بالضحك و الثبات ، زجرته نظرات السخط من الأخرى ، فراح يلعق سخطها بالتملق .
استفاقت الجريحة من غيبوبة استجداء الحياة ، تبسمت بسخرية من استمرار الطعنات التي يُكيلها إليها قدرها ، رفعت راية النصر على نزوات زوج أُسقطت هيبته منذ سنوات مضت في حانات الهوى . هام تشفي روحها في باحة فَناء حبه ، فاستنفرت ذات استكانت طويلا تحت رزح كهنوت عبودية اقتات من كيانها ليُنمي رجولة مزعومة ، ثم عادت إلى لحدها .
من مجموعتها القصصية:وشم القدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق