شعــــر: عبد الغني ماضي
لَا تَهْتِفِي وَتَقُولِي أَيْنَ مُعْتَصِمِي
لاَ تَسْـأَلِينَا عَـنِ الْأَمْجَادِ وَالْـهِمَمِ
~~~
لَا تَطْلُبِي عُمَرًا لَا تَرْتَجِي أَحَدًا
لَا تَبْحَثِي عَنْ صَلاَحِ الدِّينِ فِي الْأُمَـمِ
~~~
لَا تَسْتَغِيثِي فَلَيْسَ ابْنُ الْوَلِيدِ هُنـَا
وَلا جَحَافِلُـه تَسْعـَى لِمُنْتَـقَـمِ
~~~
لَا لَنْ تَعُودَ جُيُوشُ الْفَتْحِ ظَافِرَةً
وَلَنْ تُعِيدَ لَنـَا مَا ضَاعَ مِنْ كَـرَمِ
~~~
إِنْ تَطْلُبِي كَسْرَ قَيْدٍ مَنْ سَيُكْسِرُهُ
وَهُمْ مِنَ الذُّلِّ فِي قَيْدٍ وَفِي وَصَـمِ؟
~~~
أَوْ تَسْأَلِي فَتْحَ أَسْرٍ مَنْ سَيَفْتَحُـهُ
وَهُـمْ مِنَ الْـجُبْنِ فِي أَسْرٍ وَفِي ظُلَمِ
~~~
أَوْتَرْتَجِي النَّصْرَ أَنْ يأْتِيكِ مِنْ رَجُلٍ
إِنَّا عَـدِمْنَا رِجَـالَ النَّصْرِ مِنْ قِدَمِ
~~~
يَا قُدْسُ لَيْسَ هُنَا إِلَّا الشِّيَاهُ فَلَا
مِنَ الْـمَذَلَّةِ أَنَّتْ أَوْ مِنَ الْأَلَـمِ !
~~~
مَنْ ذَا يُجِيرُكِ وَالْأَبْصَارُ قَدْ عَمِـيَتْ
مَنْ ذَا يُغِيـثُكِ وَالْأَسْمَاعُ فِي صَمَمِ ؟
~~~
إِلَيْـكَ حَنَّتْ أَيـَا فَـارُوقُ أَنْفُسُنَا
اِرْجِعْ فَقَدْ ضَاعَ مِنَّا ثَالِـثُ الْـحَرَمِ
~~~
مَا زَالَ يَبْكِيكَ يَا فَارُوقُ مِنْبَـرُهُ
فَعُدْ بِعَسْكَــرِكَ الْـمَيْمُونِ وَاقْتَحِمِ
~~~
وَاضْرِبْ بِسَيْفِكَ أَعْنَاقَ الـمُلُوكِ فَمَا
فِيهِمْ بَرِيــئٌ سَيَحْياَ غَيْرَ مُتَّهَـــمِ
~~~
بَرِئْتُ مِنْ عَرَبٍ لَا عَهْدَ عِنْدَهُـمُ
وَمُسْلِمِيـنَ بِلَا دِيـنٍ وَلَا قِـيـَـــــمِ
~~~
هُمْ سَلَّمُوا سَيْفَهُمْ لِلْغَاصِـبِينَ لِكَيْ
يُخَضِّـبُــوا وَجْـهَ مَنْ أَمَّنْتَهَا بِـدَمِ
~~~
يَا قُدْسُ ضِعْنَا فَمَا تُدْرَى هُوِيَتُنَا
فَمَا انْتَسَبْنَا إِلَى عُرْبٍ وَلَا عَـجَمٍ
~~~
يَا قُدْسُ جَارُكِ سَجَّانٌ وَفِي يـَـدِهِ
سَوْطٌ يَسِيلُ دَمًا مِنْ جِسْمِكِ السَّقِمِ
~~~
يَا قُدْسُ لَا تَطْلُبِي مِنَّــا مُـؤَازَرَةً
لِأَنَّـــنَـا أُمَّــةٌ نَنْـقَادُ كَالْغَـنَــــــمِ !
~~~
كَمْ أَرَّقُــوكِ وَقَد نَامَتْ عُيُونُهُـمُ
وَجَرَّدُوا عَنْكِ ثَوْبَ الْعِـزِّ وَالنِّعَمِ
~~~
وَجَوَّعُـوكِ وَقَدْ بَاتُوا عَلـَى شِبـَعٍ
وَشَوَّهُـوكِ بِـجُرْحٍ غَيْــرِ مُلْتَــئِمِ
~~~
بَنُوهُمُ فِي مُهُودِ الْقُطْنِ آمِنَـــةٌ
أَمَّـا بَنـُوكِ فَبَيْـنَ النَّارِ وَالْحِمَمِ
~~~
يَا قُدْسُ مَا وُلِدَ الأَحْـرَارُ بَعْدُ فَـلَا
تَـأْسَيْ فَهَذَا زَمـَانُ الرِّقِّ وَالْـخَدَمِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق