أعلان الهيدر

الجمعة، 17 مارس 2023

الرئيسية أحلام على هامش المدينة عالم بدون منافقين

أحلام على هامش المدينة عالم بدون منافقين


حركاتي لعمامرة


يكاد يسود الإعتقاد بعدم وجود إنسان نأمن له فالأمانُ هو أن تبوحَ لأحدهم وأنتَ لا تخشى يوماً أن يستخدم هذا البوح ضدَّكَ! وأن تعطيه يدكَ وكلكَ يقين بأنه لن يُفلتها!وأن تتحدَّثَ معه وكأنَّكَ تتحدثُ مع نفسكَ،فلا تُرهق نفسكَ بجهد التبرير،و
لاتتكلف عناء الشَّرح،لأنكَ تعرفُ أنه سيفهمُكَ بطريقةصحيحة
وأنه لو خانكَ تعبيركَ فلن يخونكَ فهمه لكَ،وأنكَ لو أفسدتَ مفرداتكَ سيصلحُ هو نِيَّته!وأن تبكي على كتفه دون أن تتحرجَ من ضعفكَ!وأن تأوي إلى صدره منكسراً وكل شيءٍ فيكَ يعلمُ أنه سيرممكَ! وأن تعيشَ مشاعركَ كما هي،تضجرُ،
وتغضبُ،وتغار، وتنطوي،وأنتَ تعرفُ أنه سيحبكَ بكل أحوالكَ
جالت كل هذه الخواطر وأنا أرى تلك التغييرات التي طرأت

على حياتنا ونحن نلج المدينة ذات صباح، فلم نعد نرى تلك الوجوه التي ألفناها، الجميع يتوجس خيفة من الآخر، بينما يكتظ ذلك الشارع الطويل بالنساء وهن يحاولن العبور رغم ضيق المكان وسط باعة لايستطيعون التوقف عن التشهير بسلعهم التي أكل عليها الدهر ليصفونها بأوصاف ليست فيها، اما الشارع الموازي فيشهد تجمعات للشباب هنا وهناك برفقة كلاب تجري هنا وهناك وهم قد إحتلوا الشارع، يتبادلون انواع الكلام الغريب، ليشعروك أن مناوشة ستقوم بينهم تسبقها الملاسنات الغريبة... فركت عيناي وانا أعبر الشارع سالما معافى، لعل الزمن قد تغير وانا قد بعثت من جديد، أإلى هذه الدرجة قد تغيرنا وبهذه السرعة؟ لكن مجموعة من التساؤلات بقيت عالقة في ذهني وأنا أسمع أصوات باعة الخضر وهم ينادون بأعلى أصواتهم فتأكدت بأنني لست أحلم، لأنني وجدت الشارع الذي به السوق كسابق عهدي به، مع بعض التغييرات الطفيفة، مازال الباعة كعهدي بهم يزينون لك وجه السلعة فترى اجودها لتحصل على العكس عندما تبتاع شيئا منها، فلم أر أي غرابة في ذلك فنحن في وسط المدينة التي تجمع النقائض في نفس الوقت ونفس المكان، غادرت السوق لألج شارعا مكتظا بالنساء ولكن هذه المرة لا تسمع للبائعين صوتا فهم يبيعون كل ماتحتاجه النساء من قماش ولوازم للخياطة في محلات نظيفة ومنظمة لتصل بي رجلاي إلى الطرف الثاني من المدينة حيث المقهى العتيق لأعثرعلى صديق الطفولة ونتبادل الحديث حول حال المدينة وماآلت إليه وماحصل فيها من تغييرات ونحن نحتسي شايا فقد نكهته المعتادة... إنها تلك اللوحة الدائمة من يوميات مدينتي التي تأبى الموت لكنها تقاوم كل مستجدات الحياة 

 
 
حركاتي لعمامرة بسكرة 09 فيفري 2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.