أعلان الهيدر

الاثنين، 7 نوفمبر 2022

الرئيسية مداخلة موجزة في فن الققج

مداخلة موجزة في فن الققج





كتب أ.عبد النعيم بغيبغ


شكرا لجميع الأساتذة والأدباء على مجهوداتهم ومطارحاتهم الأدبية في مختلف المشاهد الأدبية و بالخصوص الاهتمام

بجنس القصة القصيرة جدا وإثرائهم لمختلف الجوانب التي ترتكز عليها كتابتها، وإيجاد موقع يليق بمقامها الرفيع ضمن أخواتها من الأجناس الأدبية الأخرى كالرواية والقصة القصيرة والأقصوصة.
وسأحاول من جانبي تقديم وجهة نظر متواضعة لا تتعارض مع الأفكار النيرة التي طرحها بعضهم في هذا الإطار
وربما أبدأ بما طرحه الدكتور جميل حمداوي في إحدى مداخلاته إذ أعطى أنواعا أربعة للققج، وهي: 
الققج الكلاسيكية المعروفة لدى رواد الأدب العالمي والعربي الكبار مثل إرنست همنغواي وزكريا ثامر ونجيب محفوظ والسعيد بوطاجين من الأدباء العرب.
الققج التجريبية وهي المرتبطة بالآليات السردية من تقنيات القصة الغربية.
الققج التأصيلية وهي المستندة على متون السرد العربي الأصيل.
ثم الققج الشذرية وهي التي تتسم بالتقطيع والتجزيء والتركيب والتوليد والتواصل والتكثيف القريبة في رأيي من الققج الرمزية.
إني أعتقد أن الإخوة الأدباء حين يكتبون فإنهم يستندون على وجه من الوجوه إلى واحدة من هذه الأنماط القصصية 
ثم إني أتصور أن الققج تستطيع إحتضان جميع التجارب مادامت في سيرتها الأولى، والزمن كفيل في التمييز بين العملة الجيدة والعملة الرديئة، وهذا عندما تشترك المقاصد بين قارئ متذوق وكاتب طامح وناقد صارم، 
في ظني أن هناك من يستعذب الققج الرمزية الموغلة في التلغيز مثلها مثل اللوحة الفنية السوريالية التي تتعدد الفهوم في إدراكها وتأويل دلالاتها المشبعة بالخيال والعرفانية.
وهو بيت القصيد
إن الققج التي تحمل زخما من التأويلات تجعل القارئ يفتش في قراءاته ومحمولاته المعرفية ،فيزداد ثقافة وثراء ومقدرة على التحليل والتركيب والاستنتاج والتفسير وهي من أهداف القراءة الواعية التي تريد الققج توطينها وترسيخها.
وأنا هنا ضد الأحجيات والسرد الزائف والإفضاء المميع، والقصصية الغارقة في المعجمية والإصطلاحية والتقعير، التي يوهم كاتبها المتلقي بقدرته اللغوية والتركيبة والفصاحية والبعيد عن مقاصد الكتابة في هذا الفن العصي.
وهناك القصة ذات المدلول الواحد المنمقة بأسلوب فذ ومقدرة على القصصية والحكي المحبوك المتقن والثيمة المشوقة الرائدة المسبوكة في قالب لذيذ، إذ لا نستطيع في هذا المقام إلا أن نبارك لأصحابها لما لهم من قدرة على البوح والإفضاء.
إن النصوص تقارن عبر ضوابط أسلوبية وموضوعاتية وخطابية وشكلية وإيديولوجية ووظيفية، 
وعامة هناك من يعتقد أنه لكتابة ققج لابد من التقيد بجملة من الشروط، كالحجم القصير جدا والقصصية والمفارقة والتكثيف والجرأة وفعلية الجمل والحذف والإضمار والمفارقة والخاتمة المباغتة، وبعضهم حددها بثلاثين شرطا
وهذا كله ثراء يشهده الإنكباب المتعاظم على هذا الجنس الأدبي الرفيع من قراءة وكتابة ونقد.
إن نجاح هذا الجنس الرائد يحتاج إلى اهتمام أكبر لإحداث التراكم المطلوب ، والزمن كفيل بالتفريق بين الغث والسمين.


عبد النعيم بغيبغ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.