أعلان الهيدر

الجمعة، 16 أبريل 2021

الرئيسية قصة : بريق المال

قصة : بريق المال

فضيلة معيرش


اشتد بهما الجوع والعطش والتعب وداهمتهما ظلمة الليل ، يترافقان منذ سنوات في رحلة طلب الرزق ، حتى أصبحت صداقتهما مصدر قدوة لكل من يعرفهما من أصحاب وأقارب
امتدت بهما الطريق بمحاذاة قصر منعزل بجانب طريق صحراوية ، اتسعت زرقة السماء وتلألأت نجومه لتوحي بليلة طويلة من ليالي الربيع توقفا عند باب قصر ، ركنا شاحنتهما ، دقا الباب دقات خفيفة متتالية ، فتح رجل تكسو ملامح الهدوء والرزانة وجهه، سألهما حاجتهما بعدما ردّ سلامهما : من أي جهة أتيتما وما خطبكما في بداية هذا الليل ، كانت نبرته توحي بثقافته وقوة شخصيته .ردّ عيسى والعرق يتصبب من جبينه وقد أرهقه طول السفر: على باب الرزق ، الجوع والتعب وطول السفر نالوا منا.استبشرت ملاح الرجل وقال مبتسما : تفضلا .

ما إن وطأت قدماهما باحة القصر حتى ارتعشت أبصارهما من هول ما شاهدا ، خيّل إليهما روعة ما لا يمكن وصفه دعاهما بعد لحظات لمائدة الطعام التي مدت على امتداد بصرهما بالخيرات مما لذ وطاب، كانت عامرة بكل صنوف الطعام التي ما أدركا لبعضها اسما.

أوشكا على ملء بطنيهما ، وإذا بثلاثة أطفال صغار قدموا نحوهما ، اشتدت بهما الدهشة وسرت رجفة بجسديهما .تأملهما صاحب القصر بعينين مزدحمة بالأسى وقال : هم أربعة كلهم ولدوا على هذا الوضع ،يمشون على أكف أياديهم بدل أرجلهم...ولاذ بالصمت قال الرفيق فوزي : وهل عجز الطب أمام وضعهم . قال منكسرا : دعواتكما ، أن أرزق بأطفال أصحاء، فقد كنت محاميا مرتشيا ، لم يكن لي سلطان على بريق المال وصمت.


ف / م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.