أعلان الهيدر

الجمعة، 2 أبريل 2021

الرئيسية قراءة في رواية "ريح الجنون أو عندما يتيه الوطن" للروائي الجزائري بختي ضيف الله

قراءة في رواية "ريح الجنون أو عندما يتيه الوطن" للروائي الجزائري بختي ضيف الله


بقلم: آسيا عبد الهادي



بسم الله الرحمن الرحيم

عندما يُذكر اسم الجزائر نشعر نحن في المشرق العربي وفلسطين والأردن بشكل خاص برعشة ناعمة لكن قوية مليئة بالعزة والعنفوان والكبرياء تتخلل أجسادنا فنتشوق لنقرأ ماذا تحمل لنا الأخبار عن هذا البلد الحبيب؛ مجرد ذكر اسم الجزائر يستوقفنا ولو كنا في أهم مشاغلنا بلد المليون شهيد الذي كان خبزنا وزيتا وزعترنا وحروف كراساتنا ونحن أطفال في المدارس الابتدائية والثانوية ثم نمى هذا الحب ليأخذ منحى العشق لكل ما تمثله هذه البلاد من عظمة وتضحية وأصالة وخلق ونضال وثبات على المواقف.
الروائية آسيا عبد الهادي


كلمات قليلة بعض أو ذرة مما نشعر به تجاه هذا البلد النادر في وفائه وجماله فما بالك عندما تتطور هذه المشاعر لتربطنا بأخوة كرام على مواقع التواصل الاجتماعي بات الاحترام والتناغم بيننا على أعلى الدرجات. ومن حسن حظي أنني أتواصل مع مجموعة منهم وقد رسم لي الدكتور نور الدين سيدهم من الجزائر العاصمة وكان ما زال طالبا في المدرسة الثانوية غلافا لإحدى رواياتي.

وقد شرفني الأستاذ الروائي الجزائري بختي ضيف الله بإرسال روايته الأولى "ريح الجنون ، أو عندما يتيه الوطن" للاطلاع عليها وأنا هنا لست بناقدة فللنقد أهله لكنني ألخص ما وجدته في هذه الرواية من مشاعر وحرقة على الوطن وعلى المستضعفين والفقراء والمثقفين والأحرار وغضب على ما اقترفه المستعمر اللئيم.

بين سطور الرواية نلاحظ ثقافة دينية متأصلة وواسعة كما ورد من عبارات ( ترمي بشرر، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون- الأرض لله يورثها من يشاء من عباده- إن مع العسر يسرا- أعطى وتصدق بالحسنى – لأوقعوا بينهم العداوة والبغضاء- عفريت من الجن ) ( الأرواح جنود مجندة) وغيرها ما ينم عن تفاعل ديني قوي ومتجذر في نفس الكاتب.

تبدأ الرواية بحكاية مواطن يضيق بما طرأ على المدينة من تحول وبما يجري حوله من مظاهر لم يعد يطبقها فيتركها ويتجه الى الجبال مع أغنامه ليسكن خيمة ويعيش حرا طليقا لا يحاسبه ولا يعاتبه أحد على ما يفعل، ورغم هجرته عن المدينة وابتعاده عن مباهجها واتخاذه الجبال سكنا يصادف شخصين رجل وامرأة غريبان أشبه بعفاريت من الجن لا يشبهان الأرض فيتوجس منهما خيفة، يسخران منه ويستهزآن به ويتعجبان من رفضه لحياة الترف ومنهجهم في العيش ثم يصبان جام غضبهما عليه بلا سبب إلا لأنه رفض حضارتهما وفضل حياة الرعي، وفي وصف مؤلم لمشاعر القلق التي انتابته لرؤيتهما يقول " أنهما يريدان شرا بهذه الأرض تمنيت أن يغادرا المدينة التي يتحمل الضعفاء ظلمها دون أن يرفعوا أصابع للرفض حتى لا يخسروا أنفسهم وأحب الناس اليهم ". منتهى الشعور بالإحباط والألم والتعاسة ومشاعر الحزن على الفقراء الذين لا يستطيعون الاحتجاج خوفا على محبيهم من العقاب الذي ينتظر كل من ويرفع راية الغضب.

بطلة الرواية السيدة مريم وأظن الكاتب قصد بها الوطن لما تتمتع به من خصال جميلة وحنان وعطف؛ تعاني قهرا كبيرا من زوجها ومن الناس وما تجده من مظاهر بعيدة عن الإنسانية والرفق وما مر بها من أحداث ومآسي أشبه بما مر بالجزائر البلد المناضل لسنوات لكن الأمل كان دائما موجودا في نفوس الأبطال سواء المواطنين العاديين أو السيدة مريم وأبنائها رغم حالات الانكسار التي مرت بها الأسرة.

السيدة مريم ذات القلب الطيب؛ لم تكن تطيق تصرفات هؤلاء الغرباء باحتقارهم للأطفال وخطفهم لألعابهم الخشبية ولم تستطع تحمل القهر والظلم والاستبداد ومظاهر التعسف من زوجها فولّت هاربة خارج بيتها لا يعلم أحد مسارها فاتهموها بالجنون نجد هنا بطل الرواية نفسه متعاطفا معها لأنه هو أيضا يعاني من هذه المظاهر خصوصا لأنه يثق بها ويقدرها ويحترمها لما كانت تقدمه لأطفال الحي من حلويات إضافة لما وهبها الله من خصال طيبة وخلق رفيع وحساسية مفرطة وعاطفة ورفضها للظلم فقد ساوره الشك بالأسباب التي دعتها لذلك وهي الشريفة العفيفة ولأنه هو شخصيا منسجما معها في مشاعره رافضا ومستهجنا قدرة المستبدين على تعذيب الناس وتلذذهم وهم يمارسون ساديتهم؛ يجد لها العذر.

أما التلميحات السياسية في الرواية فهي ظاهرة دون لُبس "ففنجان قهوته الأسود المر بسبب توقف نعجاته عن إدرار الحليب الذي كان يضيفه الى فنجانه" يا له من تحليل حقيقي لاستنزاف المستعمر لخيرات الوطن. وأيضا " سارق اليوم ليس كسارق الأمس" نعم نعم أخي سارق اليوم لا يبقي ولا يذر "وحتى الكلب الذي كان يحرسني تركني منذ زمن طويل" .. يا له من وصف لمن يتركون أوطانهم ويتبعون الغرباء.." وأيضا "أن أقتني كلبا مدربا كالكلاب التي تصاحب هؤلاء".. كلام في منتهى الروعة والتلميح لكنه واضح المغزى.

تظهر السيدة مريم أمام خيمته مغبرة متعبة مهزومة كوطن خذله أبناؤه بعد أن عاثوا به فسادا.. وكأنه يقول لنا أنه والسيدة مريم متشابهان؛ وصف يلائم جميع أقطارنا العربية. يتم إدخالها المصحة وتلتقي بالطبيب إلياس طيب القلب يشفق عليها ويعاملها معاملة حسنة ويتألم لحالها ويناديها بلقب جميل ب " عمتي" ويعالجها. بعد خروجها من المصحة يشتري زوجها السيد أسعد بيتا واسعا وجميلا يحوي جميع مباهج الحياة بعد أن باع بيت والده الريفي الكبير وجعل لكل فرد في الأسرة غرفته الخاصة ..وكأن الكاتب يقول لنا عن تقسيم عالمنا العربي، وإلهاء كل منا بقطعة خاصة به، فتعيش الأسرة حياة سعيدة يحبون بعضهم بعضا ويسعدون بعودة والدتهم يراعونها ويتحلقون حولها إلى أن زارهم في أحد الأيام شخص بغيض أحدب وذو ملامح شريرة فيتحدث مع السيد اسعد على انفراد وبعد هذه المقابلة تنقلب حياة الأسرة جحيما ولم يعد أحد يطيق غيره ويبتعد أسعد عن أسرته وتعيش السيدة مريم بتعاسة وكرب ويشتد حزنها فاعتقدوا أن فأل البيت عليهم كان سيئا ولم يعرف لا الأولاد ولا السيدة مريم سبب الجفاء والغضب والوجوم الذي حل بوالدهم فلم يعد كما كان وبات غاضبا منعزلا تعيسا.

وفي التفاصيل حول أفراد هذه الأسرة فبالإضافة الى السيد أسعد والسيدة مريم فولدهما الأكبر علي خريج جامعي درس علم الاجتماع فامتلأ قلبه حنانا وعطفا على الفقراء ويتصدق عليهم ببعض راتبه ويؤمن بأن الفقر صناعة الأقوياء. زوجته كريمة ابنة رجل ميسور يعيره أهلها بوضاعة أصله وبساطة حياة أهله ويغضبون منها لاختياره زوجا لها. يشفق على أمه ويحزنه حالها ويدفن رأسه في صدرها كأنه طفل ويبكيها بحرقة.
غلاف الرواية


الإبن الثاني رضا بعد أن كان شابا رياضيا وطنيا بامتياز لا يفرق بين فريق وآخر وأي انتصار لأي فريق يعتبره انتصارا لوطنه. يتعرف على بعض الأشرار فيلقون به في عالم المخدرات فتحزن أمه حزنا شديدا وتقلق عليه وما يلبث أن يختفي رغم محاولات أصدقائه انتشاله من القاع الذي ألقى بنفسه داخله.

الإبن الثالث وسيم المثقف الذي كان يقرأ بنهم ويسعد بمكتبته وينظمها ويرتبها بأناقة بالغة لم يعد يجد في الثقافة شيئا مفيدا فيزهد بالحياة ويبدل من شكله وملابسه كلما عنّ له ذلك ويعتقد أهله أنه مصاب بالعين والحسد ثم لا يلبث أن يفقد ثقته بالكتب ويسخر من الفلاسفة الذين أمطرونا بالنظريات الجوفاء التي لا تحمل اي مشاعر إنسانية فتنتابه سورة غضب ويلقي بكل ما على رفوفها المرتبة والمنسقة بعناية على الأرض مبعثرا كتبه في كل مكان ثم يبدأ بقراءة الكتب الروحية ليلتحق بعد ذلك بالزهاد والمتصوفين في حلقات الرقص التي يتبعونها.

الإبنة الوحيدة رقية فهي ياسمينة البيت ووردته عاطفية حنونة تهتم بالموضة وتضفي على الجميع سحرا وحنانا ورغم الخلافات التي تعيشها الأسرة إلا أنها تحاول أن تضفي جوا جميلا على الجميع كشأن جميع الفتيات تذهب الى الجامعة فتتعلق بأحد أساتذتها الدكتور منير فيغدق عليها بالهدايا والملابس والعطور الثمينة وينقلها من وإلى الجامعة بسيارته ما يثير حولها الأقاويل التي لا يعبأ بها السيد أسعد.. الأولاد يحبون والدتهم ويتعاطفون معها ويتألمون لحالها ويبكون أحيانا على ما وصلت إليه.

يعمل اسعد زوج السيدة مريم بالتجارة وتزدهر أعماله ويصبح حوتا كبيرا لا ينافسه سوى نسيبه الحاج إبراهيم التاجر الغني والد كريمة زوجة ولده البكر علي ويبدأ بالتعسف بالناس وظلمهم والتجبر بأحوالهم فقد أصبح ذو سطوة وقوة وتسلط.

يتعرف البطل على صحفي جريء ونزيه يقول كلمة الحق ويكشف التلاعب ويقف إلى جانب شعبه ويكتب المقالات التي تتحدث عن الفساد والمفسدين فيضيق به الحيتان فيعاقب على ذلك بطرده من الجريدة التي يعمل فيها ثم وبتحريض من السيد أسعد وباقي الفاسدين أمثاله يدخل السجن وتتشرد عائلته وتضطر زوجته لمد يدها للمحسنين للحصول على ما يسد رمقها وأطفالها وهي الزوجة الشريفة الوفية التي وقفت الى جانب زوجها.

تسافر العائلة في رحلة الى أرض الأجداد ويستذكر أسعد وزوجته مريم حياتهما فيها ويستعيدان دقائق الذكريات الجميلة التي عاشاها في صغرهما في تلك المناطق التي تعج برائحة الشهداء وأجسادهم ومقابرهم وآثار نضالهم فيسعد الأبناء كثيرا بما رأوه من جمال الطبيعة والجبال الراسيات والهواء العليل والخضرة النضرة التي تفرش الأرض.

قبل الرحيل يستذكرون حياة المجاهدين الأبطال الذين احتموا بتلك البيوت وقضوا فيها وانتقلوا الى الرفيق الأعلى وهم يقارعون الفرنسيين الغزاة المحتلين حيث ما زالت آثارهم باقية.. وقد يعني الكاتب أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون وتبقى سيرتهم الى الأبد في سجل الخالدين.. وكما حدث في فلسطين إذ لقبوا المناضلين بالمتسللين فقد أتقن المستعمر اللعبة وأطلق على الشهداء ألقابا لا تليق بهم كالأشرار أو قطاع الطرق واللصوص ليبرر بطشه وقسوته وهذا ما يحدث باستمرار فالمستعمرين بلا قلب ولا رحمة ولا شفقة وتتربع الشياطين في قلوبهم ويصف لنا البطل قبح هؤلاء وبشاعة تعاملهم مع أهل البلاد وسحق كرامتهم لأتفه الأسباب واحتقارهم لهم وتعنيفهم وازدرائهم رغم ما يقدمونه لهم من خدمات.

يدخل الخصمان اللدودان الحاج إبراهيم والد كريمة والسيد أسعد زوج السيدة مريم ووالد علي زوج كريمة في تطاحن كما يحصل بين الأقوياء ويبدآن بتدمير بعضهما البعض فيقوم الحاج إبراهيم بإفساد علاقة أسعد بكل من يعرفه من التجار فتثور ثائرة أسعد ويحشد أهله ويحرقون منشآته ويقوم ابراهيم بالمثل ويبرز الصراع القبلي الى السطح الذي عززه المستعمر في النفوس وتتألم السيدة الطيبة مريم وتعود الى المصحة كما يتألم البطل مما يرى وهم أخوة وأهل وطن واحد لا يفرقهم شيء وتمارس عليهم صنوف العذاب دون تمييز بينهم.

يتم إدخالهما السجن فيكتشفان كم كانا ظالمين لأهلهم وكيف نسوا ما مر بآبائهم من ظلم المستعمر ويعجبا لعدم دخول الرحمة قلوبهم وقد شاهدا من تعذيب المستعمر لهم ما يشيب له شعر الوليد. ويندمان على مطاوعتهم للأشرار الذين لا يشبهون تراب الأرض الذين بثوا الفرقة والكراهية بين الأخوة .

في السجن أيضا يلتقون الأحدب البغيض الذي يعترف للسيد أسعد أنه لفق تهمة تعامل والده مع المستعمر واعترف أيضا بتلفيق تهمة الطعن بشرف السيدة مريم انتقاما منها لأنها رفضت الزواج به؛ وهنا ينجلي أمر تغير سلوكه وجفائه وغضبه المستمر وتخليه عن أسرته واللحاق بالشيخ بعد الزيارة المشؤومة التي قام بها الأحدب البغيض لمنزله في أحد الأيام والذي تسبب بتلفيقه وكذبه بدمار أسرة بأكملها.

اعترف الحاج إبراهيم والسيد أسعد للصحفي الشريف بأنهما سبب دخوله السجن وأنهما من تآمرا عليه وتمكنا منه لنفوذهم القوي لدى السلطات.

في السجن يجد الصحفي بقايا من آلام الأبطال وذكرياتهم الذين عذبهم المستعمر الفرنسي المتوحش بقسوة مسجلة ومرسومة على جدرانه الجردان تحكي قصة البطش والظلم والتعسف الذي مارسه المستعمر ضد أهل البلاد الأبطال ومعاناتهم وقهرهم وألمهم وحياة السجن القاسية وحزنهم على وطنهم وكأنه يقرأ أسطورة خالدة تعج بالمعاناة الإنسانية لهؤلاء الأبطال فتتحرك مشاعره ويطلب من صديقه بعض الأقلام والكراسات ليسجل هذه الذكريات الأليمة ليكتبها ويكتشف أن الوطن يستحق التضحية التي قدمها هؤلاء الأبطال بصبر وثبات لأن الكلمة الصادقة لا تموت بموت صاحبها.

بعد أن شعر الصحفي أن الحاج إبراهيم والسيد أسعد ندما على ما فعلاه اقترب منهما وبدأ يتناول الطعام معهما ويتبادلان الحديث فاعتذرا له عما بدر منهما وتابا وخرجا من السجن. وقد سجل كل ما شاهده على جدران السجن حتى لا تضيع فالمستعمر يخاف من الكلمة والكاتب يحتفظ بالكثير منها ولهذا فهو مطلوب للمحاكمة لديهم لأنه ابتعد عنهم.

وتعود الحياة طيبة وجميلة كما كانت وتخرج السيدة مريم من المصحة للمرة الثانية لحسن معاملة الدكتور الياس. ونكتشف أن الدكتور منير هو شقيق رقية من أبيها وأنه كان يتعامل معها كحارس أمين وحريص عليها.

في النهاية يبدو الكاتب مهزوما بين الأعداء وأهل المدينة الغافلين رغم كل ما يبدو حولهم من مظاهر غير عادية ومعادية لكن ما زالت المدينة جميلة وصاخبة والأطفال يلعبون.

جاءت الرواية كحدوته سلسلة وبلغة سهلة وبسيطة وأحداثها متناسقة مع الواقع الذي نعيشه مع بعض المفاجآت كقرابة الدكتور منير لرقية والخال الذي يعود من الغربة وزيجات السيد أسعد الخفية ولكن الأحداث السعيدة تتتالى على الأبطال بزواج رقية من الدكتور الياس وعودة السيدة مريم الى حالتها النفسية الجيدة والتفاف أبنائها حولها وعودتهم الى بيتهم الجميل وعودة كريمة الى زوجها علي.. وندم السيد أسعد والحاج إبراهيم على ما فعلاه واعتراف الأحدب الكريه بجريمته.

لا شك أن الرواية تتحدث سياسة بكلمات مواربة ولكن بصراحة عما يجول في خاطرنا جميعا من ألم وحزن لما تعانيه أوطاننا من ضياع واستغلال وفرقة وفساد واتكاء على المصالح الشخصية وتسلل المغرضين والعملاء بين الناس بوجوه وأشكال متعددة وكتم الأفواه ورفض حرية الرأي واستغلال الفقراء وتصديق الإشاعات وتمكين العشائرية والقبيلة في النفوس بدل سيادة القانون ومصلحة الوطن. ونسيان الشعب ما فعله به المحتلون وتشويه سمعة المناضلين والتناحر الغير مجدي بين أبناء الوطن الواحد.

يعتقد البطل في النهاية أن بإمكانه الصراخ والضجيج وتحريض الناس على الثورة على واقعهم وإلقاء الخطب الحماسية على أسماعهم عليهم وهو مقيد بين الأوباش فيضحكون عليه ساخرين منه بعد أن اكتشف أن صرخته محبوسة بين جدران السيارة المحكمة الإغلاق.

ولكن ورغم ذلك فالأمل موجود بالأجيال الجديدة والأطفال الذين يملأون الساحات وبالسيدة الجميلة مريم وبحفيدها الجديد الذي سيزرع الأرض ويقاوم المحتل ويبني وطنا جديدا. والأمل بالجيل الجديد سيستمر إلى أن تتحقق الأمنيات بسواعد الأبطال بعون الله.

ويبقى ريح الجنون يملأ حياتنا إلى أن يشاء الله ويقضي أمرا كان مفعولا بشأننا ولعله خيرا.




آسيا عبد الهادي / روائية فلسطينية- أردنية

عمان / 2 نيسان – إبريل 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.