أعلان الهيدر

الاثنين، 7 ديسمبر 2020

إكليل البابونج

أسماء/أقيس




في محل لبيع الزهور تبيع ياسمين كل أنواع الزهور، تعرف فصيلة ونوع كل الزهور والورود حتى أنها تكون صداقات معها وان ذبلت إحداهن تحزن عليها... أطلق عليها والدها اسم "ياسمين" لتكون يافعة وأينما حلت تترك ورائها أثر طيب، لها ابتسامة جذابة وعيون تشبه عيون الريم، شعر ناعم طويل تجدله لها أمها المقعدة كل صباح، تعمل بلا ملل ولا كلل، في المساء تعود للبيت تعتني بوالدتها بكل حب وسعادة، لا تضجر أبدا من حالتها المرضية المزمنة، حزنت لأنها تركت دراستها مبكرا لكنها فضلت الاهتمام بأمها ومحل الأحلام. 
أثناء ممارسة عملها يمر عليها كل أسبوع شاب في مقتبل العمر يشتري منها باقة من الجوري الأبيض وباقة من زهور البابونج، يأخذ الجوري أما باقة البابونج يصنع منها إكليلا يهديه لها.. مر على هذا الحال شهورا إلى أن تطورت بينهم صداقة، تعودت على أن يهديها نفس العطر والتاج... مما جعل ياسمين تستغرب لهذا الوضع لم يخبرها يوما بسره، يكتفي بالصمت.. 
ذات يوم قالت له: لك صديقة غيري تأخذ لها الجوري.
طأطأ رأسه وقال: نعم.. لكنها رحلت.
ردت ممازحة: هل خنتها؟ 
- إنها لأمي توفيت منذ شهور كانت تحب الورد الجوري الأبيض، أنا آخذه لقبرها.


خجلت من السؤال، قال لها: جديلة شعرك تشبه جديلة امي فأهديتك إكليل البابونج كنت كلما قطفت لها زهور البابونج تعانقني وتصنع لنفسها إكليلا تضعه على رأسها؛ كان يليق بها كما يليق بك الأن.


أسماء/أقيس /الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.