أعلان الهيدر

الأحد، 13 سبتمبر 2020

ذاتَ وهن.


سميرة علي


كنت دائما أرسمني بطريقة جذابة أمام من هم حولي وأرسمني بطريقة أفضل بكثير مما هو عليه بداخلي ، لأستمر في حياتي وأقف شامخة ، فكم جاهدت أن أخفي كل ندوبي القابعة في فؤادي ، وأعترف بأني نجحت في هذا كله ،ونتيجة لهذا تضررت كثيرا ،أنا الآن أدفع ضريبة صمتي طوال كل تلك السنين التي آل إليها قلبي الضعيف ، لا أعلم علام سوف أتكئ بعد أن وهنت ، بعد أن أصبحت أزفر خيبات حارقة ،كم أمقت نفسي أريد أن أنتزعني وأقطعني قطعا صغيرة يستحيل تركيبها مجددا ،أعلم أني محاطة بأناس كثر لكني لازلت في أوقات كثيرة أشعر بالغربة والوحدة وأنا بينهم ،كم أحلم بالرحيل ،الرحيل بعيدا عن هذا العالم البائس الكئيب ، أشعر كأن يدا تشدني للخلف أحاول المضي لكنني لا أقوي ..يدا تخنقني بكل ما أوتت من قوة ..حتى تخور قواي ثم تتركني تلك اليد اللعينة .. سحقا لها كادت تقتلني قبل أن أقضم أصابعها واحدا تلو الآخر ،لا يهم الأيام قادمة سأنتقم منها لا محاله ..هاأنذا أسير بخطوات هادئة في حديقة المنزل ..أجلس على كرسي مترهل أو يخيل إلي أنه كذلك ،أتأمل الفراغ ، ماذا أتأمل فيه لا أعلم كل ما أردته أن أحدق هكذا في اللاشيء وبلا معنى أو أي مغزى هربا من كل شيء قد ينغص حياتي هذا أقل شيء يمكنني فعله (الهروب والإنطواء ) وحيدة في حلكة هذا الليل ..فأنا لست بارعة كي أخفي ضيقي فعندما يتراكم كل شيء في داخلي أزفر باستمرار مما يجعل من حولي يتذمرون من حركتي تلك ..هم لا يعلمون أنني أروح عن نفسي بتلك الحركة وأصدقكم القول أنها لا تنفع أبدا بل تزيدني تعبا وتزيد ضربات قلبي تجري بسرعة داخلي كأنها تسابق شيئا ما فأبتلع غصتي بصمت ..أتنهد ثم أعود أدراجي نحو سريري المرهق ، المتعب مني الذي شهد كل شيء. أنا الآن وكعادتي أنا بين أحضان الأسى وألتحف الشهقات والدموع ..إنه الملجأ الوحيد المتبقي لي من ملاجئ الحياة .

~~
سميرة علي _ مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.