أعلان الهيدر

السبت، 29 أغسطس 2020

أنخابُ العطشِ

سليمان أحمد العوجي



كأيِّ عجوزٍ في مقتبلِ الموتِ..
يبيعُ أبي حطبَ العمرِ بحفنةٍ من صكوكِ الغفران
قد يغيبُ بعد حينٍ تاركاً ثروةً ماهولةً من الحزنِ
وجبيناً مجعَّدَ الحسراتِ
قدرهُ أن يجوبَ حدائقَ الحقيقةِ بقدمين متورمتين
من مطلعِ الريبةِ حتى مغيبِ الشكِ..
يصبُّ خمرَ الخطيئةِ في كأسِ التوبةِ..
والأهل عنهُ لاهونَ.. يتبادلونَ أنخابَ العطشِ..
سبحةُ أبي لاتملُّ الدورانَ بين أصابعهِ ..
وفي حلقهِ لم يبقَ إلا الطمي وأسماءُ الله التي لاتجفُ..
هنا مدينةٌ نَشِفَ فيها ريقُ الماءِ
وأميرةُ البيادرِ سنبلةٌ في رَيعانِ الحنطةِ تمشي حافيةَ الحلقِ جَرَحَها الماءُ بوعدٍ كاذب.. 
تفرُ من غيرِ ضمادٍ 
تعبرُ وحلَ من طغيان
لاذنبَ للماءِ السجينِ ياأميرة... 
وهوَ يرمي في عنابرِ النهرِ الخاويةِ آخرَ أمانيه.. 
متى تخرجُ عشتارُ من قمقمِ الردةِ لتُعَدِدَ سجايا الفصول وتمسح دمعَ الحقول...؟؟
المارّونَ من هنا ارتشفوا الغضبَ حتى آخر قطرةٍ
المارّون( أهلي) حطموا الاصنامَ...
ولاماء لنطفئَ ماجمعَ ( النمرود) من كيدٍ
فيا نارُ كوني برداً وسلاماً
نمْ ياصغيري على وسادة العطشِ ..
غداً سيأتي ( الخابور) بعرائسِ الماء...
لا ياأمي أولادُ السلطانِ يلهونَ برئته 
ويسدونَ دروبَ الشريانِ بمخالبهم.. 
مآذن قصية الإيمانِ
وإمامُ الظلِ يرفعُ آذانَ الأباطيلِ ..
كيف أنامُ ياأمي والماءُ الذابلُ يمسكُ بطرفِ ثوبك كآخرِ ملاذ ..
لاذنب للماءِ إن تشققتْ شفاههُ..
لاماء في جوفِ المدينةِ لأغسلَ صدأَ الماءِ ..
هزي بجذعِ الغضبِ وَدَعي الملحَ يلعقُ جرحي.. 
أخوةٌ كانوا لي أخوةً.. يسيجونَ العطشَ ويرفعونَ أسوارَ الموتِ..
يَرْشونَ الذئبَ والجبَّ والسيارةَ...
قلْ لمن يكنزونَ الريحَ في خزائنِ صدورهم: 
لا لنْ ينامَ الثأرُ حتى يصيرَ فراتاً من كرامة. 


- بقلمي
سليمان أحمد العوجي
- سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.