أعلان الهيدر

الثلاثاء، 7 أبريل 2020

الرئيسية رَقْصَةُ الْمَنايا ...

رَقْصَةُ الْمَنايا ...


د . بومدين جلالي



دائِماً تَرْقُصُ الْمَنايا وَتُفْرِي ** دُونَما أنْ ترْتاحَ في أيِّ دَهْرِ


دائِماً ظلّتْ تَرْكبُ الْوَقْتَ سِرّاً**ثُمّ تَطْفُو فَوْقَ الدُّنَى دُونَ سِرِّ

وتُنادِي: هلْ مِنْ مَزِيدٍ بِدارٍ** لِفَناءِ الذّواتِ، والشّمْسُ تَجْرِي!

كالصَّدَى تَرْسمُ النِّهاياتِ رسْماً**راحِلاً في الْفَراغِ مِنْ غَيْرِ وِزْرِ

مِنْ جَميعِ الْجِهَاتِ تَأتِي بَيَاتاً ** ونَهاراً بِخَضْخَضاتٍ وعُسْرِ

بجَميعِ الْأعْمارِ تُلْغِي الْأمانِي،** فِي ثَوانٍ تَشُلُّ دَقَّاتِ صَدْرِ

فَالْغَدُ الْآتِي لا يَدُومُ غَداً بَلْ **سَوْفَ يُمْحَى بِلَا غَدٍ دُونَ عُذْرِ

بِدَمــــارٍ بَعْدَ الدّمارِ سَنَغْدُو ** بِالتّلاشِــــي نِهايَةً دُونَ ذِكْرِ

بعْضُنا بِالْحُروبِ يَفْنى فَناءً** بعْضُنا في السّلامِ يَمْشي لِقَبْرِ

بعْضُنا بِالْوَباءِ يَرْحلُ قَسْراً**بعْضُنا يَلْقى الْمَوْتَ مِنْ غيْرِ قَسْرِ

يَتَساوَى فيها حَكيــــمٌ وَفَجٌّ ** مِثْلما فيها ينْتَهـــي كُلُّ عَصْرِ

تَتَوارَى بِها عَواطِفُ حُبٍّ **مثْلما فيها يخْتَفــــي أيُّ بِشْرِ

تَتَجافَى السّماءُ عَنْ نَوْءِ غَيْثٍ**فإذا الْأرْضُ بَيْنَ صَخْرٍ وقَفْرِ

تحْتَنا الزّلْزالُ الرّهيبُ هَصُوراً**والْبَراكِينُ نارُها جَمْرُ قَهْرٍ

حَوْلَنا طُوفانُ الْمُحِيطِ صَخُوباً**ورِياحُ الْإعْصارِ في كُلِّ بَحْرِ

رُوحُ هَذِي الْأطْيافِ رَقْصُ الْمَنايا**إنْ بَدَتْ يَفْنَ الْكَوْنُ شِبْراً بِشِبْرِ

إنَّنا آفِلُونَ في كُلِّ حَــــالٍ ** ما لَنَـــــا إلّا بَعْضُ وَقْتٍ بِصَبْرِ

زائِلٌ أنْتَ أيُّها الْكَوْنُ حَتْماً ** إثْرَ حِينٍ سَيَنْتَهِي كُلُّ أمْرِ

فلْنَعُدْ لِلْحَقِّ الْمُبِينِ بِصِدْقٍ ** قَبْلَ أنْ نَسْتَعِيرَ قِيمَةَ صِفْرِ.

----------------
الإثنين 06 / 04 / 2020
بقلم : أ . د . بومدين جلالي – الجزائر


ملاحظة : هذه القصيدة مستوحاة من اللوحة الفنية الموسومة بـ "رقصة الموت" للرسام الهولندي بيتر بروغيل / Pieter BRUEGEL( 1525 – 1569 )





















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.