دائِماً تَرْقُصُ الْمَنايا وَتُفْرِي ** دُونَما أنْ ترْتاحَ في أيِّ دَهْرِ
دائِماً ظلّتْ تَرْكبُ الْوَقْتَ سِرّاً**ثُمّ تَطْفُو فَوْقَ الدُّنَى دُونَ سِرِّ
وتُنادِي: هلْ مِنْ مَزِيدٍ بِدارٍ** لِفَناءِ الذّواتِ، والشّمْسُ تَجْرِي!
كالصَّدَى تَرْسمُ النِّهاياتِ رسْماً**راحِلاً في الْفَراغِ مِنْ غَيْرِ وِزْرِ
مِنْ جَميعِ الْجِهَاتِ تَأتِي بَيَاتاً ** ونَهاراً بِخَضْخَضاتٍ وعُسْرِ
بجَميعِ الْأعْمارِ تُلْغِي الْأمانِي،** فِي ثَوانٍ تَشُلُّ دَقَّاتِ صَدْرِ
فَالْغَدُ الْآتِي لا يَدُومُ غَداً بَلْ **سَوْفَ يُمْحَى بِلَا غَدٍ دُونَ عُذْرِ
بِدَمــــارٍ بَعْدَ الدّمارِ سَنَغْدُو ** بِالتّلاشِــــي نِهايَةً دُونَ ذِكْرِ
بعْضُنا بِالْحُروبِ يَفْنى فَناءً** بعْضُنا في السّلامِ يَمْشي لِقَبْرِ
بعْضُنا بِالْوَباءِ يَرْحلُ قَسْراً**بعْضُنا يَلْقى الْمَوْتَ مِنْ غيْرِ قَسْرِ
يَتَساوَى فيها حَكيــــمٌ وَفَجٌّ ** مِثْلما فيها ينْتَهـــي كُلُّ عَصْرِ
تَتَوارَى بِها عَواطِفُ حُبٍّ **مثْلما فيها يخْتَفــــي أيُّ بِشْرِ
تَتَجافَى السّماءُ عَنْ نَوْءِ غَيْثٍ**فإذا الْأرْضُ بَيْنَ صَخْرٍ وقَفْرِ
تحْتَنا الزّلْزالُ الرّهيبُ هَصُوراً**والْبَراكِينُ نارُها جَمْرُ قَهْرٍ
حَوْلَنا طُوفانُ الْمُحِيطِ صَخُوباً**ورِياحُ الْإعْصارِ في كُلِّ بَحْرِ
رُوحُ هَذِي الْأطْيافِ رَقْصُ الْمَنايا**إنْ بَدَتْ يَفْنَ الْكَوْنُ شِبْراً بِشِبْرِ
إنَّنا آفِلُونَ في كُلِّ حَــــالٍ ** ما لَنَـــــا إلّا بَعْضُ وَقْتٍ بِصَبْرِ
زائِلٌ أنْتَ أيُّها الْكَوْنُ حَتْماً ** إثْرَ حِينٍ سَيَنْتَهِي كُلُّ أمْرِ
فلْنَعُدْ لِلْحَقِّ الْمُبِينِ بِصِدْقٍ ** قَبْلَ أنْ نَسْتَعِيرَ قِيمَةَ صِفْرِ.
----------------
الإثنين 06 / 04 / 2020
بقلم : أ . د . بومدين جلالي – الجزائر
ملاحظة : هذه القصيدة مستوحاة من اللوحة الفنية الموسومة بـ "رقصة الموت" للرسام الهولندي بيتر بروغيل / Pieter BRUEGEL( 1525 – 1569 ) |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق