أعلان الهيدر

الجمعة، 29 نوفمبر 2019

غَيْبَة صُوفي

إبراهيم آدم عبد العزيز
ظل حضوره الطاغي الذي يشبه الغياب عند زاوية الشيخ الطريفي كل مساء، يمتع أهل الحي ويأسر نفوسهم سنوات طوال. أسكرت أرواحهم أهازيجه الصوفية الطروبة ولامس شغاف قلوبهم صوته المخملي الهادل:

كَرَّ صلى الله عليك يا نبي * يا مُزيل الهم والكُرَبِ
كل هم أنت تفرجه * إن وفا للعُجْمِ والعربِ
هام فيكم وانشد الميرغني * كَرَّ صلى الله عليك يا نبي

يعود كل مساء متوجا جهاد رغبته بنشوة مقدسة، وسط موكب للأطفال مهيب. تزاحم أقدامنا الصغيرة قدميه في الخيال.. خطوة إلى الأمام وخطوتين للوراء، فتعتريه غضبة ثائر:
"إمشوا من هنا، يا أولاد".. " يلعن أهلكم يا أولاد الكلب"
ينْفَضّ جمعنا من حوله ونركض مبتعدين، ثم ننتظر أمسية الخميس بشوق درويش، لنعطر حواسنا من جديد بتراتيله العذبة.




الاشعار لهاشم الميرغني..من سادة الختمية، اشهر الطرق الصوفية في شرق السودان...نأمل أن ينال النص اعجباكم وحظه من القراءة كما عودنا الاديب والناقد الادبي الاستاذ غريبي ابوعلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.