أعلان الهيدر

الأحد، 27 أكتوبر 2019

الرئيسية الضيعة المنسية / 2 /يوم في المراعي

الضيعة المنسية / 2 /يوم في المراعي

حركاتي لعمامرة




لم تدم سهرتنا كثيرا نظرا للإرهاق ولأننا سنستيقظ باكرا وتلك عادات سكان الريف ،النوم باكرا والإستيقاظ كذلك ،كان اللًيل هادئا إلا من أصوات لنباح الكلاب التي تحيط البيت الكبير للحراسة اوثغاء الخراف والنعاج القادم من الزريبة أو خوار الأبقار وقوق الدجاج ...
وعند صياح أول الديكة كانت زهرة أول من إستيقظ في الدار لتوقظ النًسوة واحدة واحدة وكانت أصواتهن كالهمس كي لاتثرن غضب الرجال الذين كانوا ينامون جماعيا فوق بناية طينية تسمى ( الدكانة ) توسطت ساحة كبيرة أمام البيت .
إستيقظت النساء بمافيهن الصبايا وبدأت كل واحدة منهن في عملها قبيل الفجر بقليل ،هذه تقوم بحلب الأبقار وأخرى تحلب الاغنام والماعز ليجمع الحليب في أوان معدنية يطهى بعضه للفطور والباقى ليحول الى لبن وإلى ماإشتق من الحليب وبعضهن يقدمن الأعلاف وأخريات تحضرن كسرة الصباح للفطور وتخططن لتحضير الغداء وقبيل الفجر بقليل تتقدم كبرى بنات خالي لتوقظه للصلاة في هدوء ودعة ،خالي الذي كان شبه نائم يوقظ بدوره البقية للصلاة والإستعداد ليوم جديد .
إستيقظ البالغون وبقي الصبية الصًغار فأخذ كل واحد منهم في تحضير نفسه للعمل فهذا فريق الرعاة وذاك فريق الحصادين لمحصول الحناء ،وبقي محمد الذي كان دوره الإشراف على محركات إستخراج الماء .
توزعت المهام على الجميع قبيل آداء صلاة الصبح جماعة
ليتوجهوا جميعا لتناول فطور الصباح وبعدها تعطى الإشارة في البداية لإنطلاق قطيع الأغنام التي تتوجه قبيل شروق الشمس إلى المراعي .
وقف الجميع على مهمة إفراغ الزريبة من كل الأغنام لأكون مرافقا لأبنائي خالي لقضاء يوم في المراعي .
توجهنا ممتطين احمرة والأغنام تسبقنا
،تحيط بها كلاب الحراحة في تناسق تام وماهي إلامسيرة ساعة حتى كنًا في المراعي الخضراء وكم كان جميلا منظر شروق الشمس وهي تحط بأشعتها الذهبية لتنير الكون وتبث فيه الدفء ،كانت المراعي واسعة بها غدران تشرب منها الأغنام وكان دورنا مراقبة القطيع وتوجيهه وحمايته ،إلى أن حان وقت الغداء الذي أحضره لنا أحد أبناء خالي الذي تركناه بالبيت ،لنخلد بعده إلى راحة تحت ظلً شجرة وارفة الظلال منتظرين ساعة الرجوع قبيل المغرب بقليل ،قضينا يومنا بالمراعي لم نشعر بتعب ولا إرهاق بقدر ماتجددت فينا العزائم أن نعيد ذلك اليوم مرات ومرات ...
كم كان ذلك اليوم رائعا لاجلبة فيه ولاضجيج وكانت الطبيعة السًاحرة تغرينا بالبقاء لولا إقتراب الغروب الذي حتم علينا العودة في ضوء النهار .
عاد القطيع كعادته الى الزريبة لتستقبله النسوة بالعلف والماء ولتستأنف حلقة جديدة من حلقات ضيعة الولاجة الجميلة



# من رواية ( الضيعة المنسية )
حركاتي لعمامرة. بسكرة 17 اكتوبر 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.