أعلان الهيدر

الخميس، 2 مايو 2019

الرئيسية قصة قصيرة/ مملكة الرماد

قصة قصيرة/ مملكة الرماد


رحو شرقي



هكذا أخذوا منا أعمارنا إلى حساباتهم السحيقة، سَمع صوت الموج بالشارع الطويل وأهازيج الأقدام؛ يتطاول وراء الزجاج بصوته الخفيض ويدندن " يحيا ولآد بلادي و شنان فالحساد" أظنه يردد مع الصوت المنبعث من خارج المبنى.
ألتفت إلى اليمين يتفقد كأس الشاي البارد ليوقف تعرقه و يتساءل في حيرة، وهل هذه حقيقة أم أضغاث أحلام؟
بعدها يقف خلف نافذته لأول مرة، ويعيد نظرته الحصيرة .
- آوه اللعنة حتى سجارتي أحرقت أصابعي!
- متى ستختفي هذه الأقدام؟ ...ألم يكن لهؤلاء أمرا يتلهون به ؟ 
- آآآوه نسيت ، اليوم عيد .. 
أزعجه صوت الهاتف وكسر السماعة على الفور، مازال هذا الصوت .
كتم أنفاسه ولم يستطع الذهاب للتبول، رأى شابا رافعا يديه و يصرخ، قد بزق على حديقته .
غمغم قائلا: - يابن الكلب ألهذا الحد!
- سنعلمكم الأدب. 
يبحث عن مفاتيح باب المخرج، يسرع نحو حذائه بالزعيق، بعدها كسر الزجاج وطالت يده مقبض العراء ... أدخل عنقه في الزجاج، فانفصلت رجلاه عن خاصرته.. 
سمع صوتا ينبعث من التلفاز، وأدرج أسمه ضمن قائمة المفقودين...الآن يتنهد كالزفير
- آآآوف ... لكن نفخة القط لا عجب فيها، كما الثور يتقدم برج الأسد.
في الجهة المقابلة، عيون تملأ المكان، أمام القاضي سقطت المدارات بعد حكم الطلاق .
الآن كل الكواكب تبتسم، تهشمت الشاشة، و طالته يد المذيع... فلم تقبض سوى خاصرته، فعنقه على الرصيف . 
الساعة الثانية بعد الزوال، صاح الديك عن عشرات الجرائم، وبعد التحقيق تبنى نظافة الجاني.


بقلم رحو شرقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.