أعلان الهيدر

الجمعة، 5 أبريل 2019

مساء شاحب ..

محمد محجوبي

على القرب . تتتربص الغيوم بأشعة خائفة تحاول أن تذرف مطرها الخجول
الشمس تلازم حجب الفصل المضطرب . تطارد خيوط المدى على أسئلة مترنحة
وأنا على مولد الذكرى أشبع رغبة الصمت . من خلال عطش لاذ موطن الجدران . تقبض عليه نواجذ السنين
لا مفكرة في دروب غواية
لا طعم لمكوث يعاود نقر فراغه الرمادي
....
أنا هنا أمسك اسطوانة الأخبار المدلسة . أحترف التعبير الجاف . أتسلط على مكمن الرتابة . أزاول ايقاع الدوران
...
منذ ولادتي
وأنا هنا بين نتوءات الأزمنة . تأتي وجوه من صنيعها المتكرر على اصفرار . ومن كثافاتها أغني لتراث اليبس . أنا هنا أدون التفاصيل تفاهاتها برماد ملتهب
هنا دائما . تسرح وتمرح سير الجراد . يمر المغامرون . والمقامرون . وهم على ركام الصخر . . ربما تتطاير أوراق وشظايا وبعض أشلاء من كثرة العواصف التي خلفتها نواغص وحروب أقوام وشعوب . لكنها بقيت كلها محفوظة في أثر النسيان المصون .
سأظل هكذا موصول الترقب في ضمور
....
أحاول أن أبلغ غاية الإدراك المستعصي
فأترك لقريحة الشعر أن تملأ كأس الخيال . وأمد الوهج المتورد لضفائر الشرود
أقيس مسافات الغد بزغب الوجوم الناعس على مروج الهذيان
...
سأرعى برعم الوهج مهما داهمه شيب الشحوب
من جمر الى جمر
أرشي مسافات العمر
لكي تطعم شجر الحنين بأنسي الوريف


فأنا هنا . كما تدلني شارات الذكرى . أنني متعب الخطى بعيد




محمد محجوبي
الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.