أعلان الهيدر

الأربعاء، 9 يناير 2019

الرئيسية قصة للأطفال / حلواني الزيبان

قصة للأطفال / حلواني الزيبان




حركاتي لعمامرة



كثيرون هم أترابي الذين مازالوا يتذكرونه إنه بائع حلوى السوسات ذي الشنبات الطويلة،هو رجل طويل القامة يحمل قطعة من حلوى السًوسات الطرية معشوقة أطفال المدينة بكل أحيائها ...حتى الكبار يحبون تناول هذه الحلوى الجميلة ذات الألوان المزركشة ،هي قطعة كبيرةوقد عجنت من مواد ذات ذوق رفيع يضعها على قضيب خشبي وهي على شكل أسطواني وهي حلوى مطاطة يبيع منها قطعا يستعمل سكينا لقطع اجزاء منها ثم يقوم بمطها مطا ...
يطوف احياء المدينة التي ينتظره سكانها بفارغ الصبر أطفالها وحتى الشيوخ والعجائز الذين يعشقون طلته الجميلة فهو لايتأخر في آداء أغنيته الشهيرة حول هذه الحلوى وهو يحرك رأسه حركة دائرية وكانت شنباته تتراقص على انغام اغنيته : حلوات السًوسات آهي جات وجابوها في الكاليشات ...وياويحها وين تبات !؟
كان الأطفال يحلقون حوله في كل الأحياء ويبتاعون منه الحلوى وحتى أولئك الذين ليس لهم نقود لهم نصيب من حلوى السوسات اللًذيذة هوصديق الاطفال ...

كل أحياء المدينة تعرفه وتعشق إطلالته وعندما يطيل الغياب ،تسود الرتابة والملل يفتقده الاطفال وحتى الكبار ،كانت امي تحرص على جمع دريهمات من بيعها لبيض دجاجاتها لإقتناء هذه الحلوى اللذيذة ...
كانت حلوى السًوسات إلى وقت قريب من علامات المدينة المميزة 
وشاءت الأقدار ان يرحل هذا الرجل بعد صراع مع المرض في صمت لتبقى شوارع بسكرة تفتقد اغنيته الجميلة بحركة راسه وعينيه وشنبه ، اما الاطفال فقد صاروا رجالا وبقيت أسطورته اغنية تحكى للأجيال ...
وتبقى مدينتي تأكل أبناءها في صمت مقيت وحزن يسود شوارعها التي فقدت كثيرين من امثاله اللذين غابوا وغابت معهم حكاياهم التي ترددها جدران المدينة وشوارعها وأعجاز نخلها وصوامع مساجدها ...وتبقى ذكراهم مؤجلة إلى حين...


حركاتي لعمامرة. بسكرة 5 جانفي 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.