أعلان الهيدر

السبت، 22 سبتمبر 2018

الرئيسية الحلقة الخامس/ طيور الشتاء/ اليتيـــــــم !

الحلقة الخامس/ طيور الشتاء/ اليتيـــــــم !



رحو شرقي
سأودعك لأن الكلام ليس فيه عزاء ولا حكمة لتنير قلبا مقهورا 
أو دربا مهجورا ...
وعلى مسافة السير بعد تلك الفجيعة ، كان أيلول يودع فيه نسيمه العليل وظله الظليل ، وتعرت الأغصان من حلتها الخضراء تحت زخّات المطر وأسراب الطير تشق الغيوم للهجر إلى ملاذ دافئ.
تماثل إليّ ذلك الكتاب المبلل الذي تقذفه أقدام الريح إلى مثوى المجهول !
وقد ذاب نور ألوانه ، حتى عاد بدون عنوان تحجبه بقع المداد . 
فتحته بروية ، فعلمت أنه من أب إلى فلذة كبده .. إن العيش بدون وطن ، كالبرد الراعش !..وهذا متنه . 
يا بني : 
ما أعظم حزني وشقائي ، كحزن يعقوب على يوسف .
فهجر الديار لم يكن بيدي وليس لي فيه اختيار ، بدت لي السعادة كنجم مُضيء يعلو سمائي ، لكنه سرعان ما حجبته الغيوم ، وغاب كما تغيب أحلام الطفل .
يابني :
لا تدع الهموم والأحزان تدخل إلى قلبك الرهيف ، فتدب إليك الشيخوخة بوجهها المخيف وتعجل إليك كآبة الخريف .
يا بني :
عِشْ إنْ متُّ ، فصول حياتك ربيعا ، وإني أراني حزينا إن كنتَ جازعا ..
مازلت أنظُرك في تلك الحديقة على صفحات رسائلك ، فأتلقى حروفها كديدن تملأ حياتي وتؤنس وحدتي ووحشتي . كغنة على صبي في مهده ،فتنزل عليّ حلاوتها إلى الأعماق.
كل يوم يمر تزيد اللوعة للأيام الحسان و أشتاق . 
يا بني :
خصنّي بطيبة عند حديثك ، ولا تلمني عند خلوتك ،ولو فعلت لكنتَ قد أسديت إليّ أجمل صنوف البرّ والرضا.
لا تحزن لفراقي وجعل قلبك مبتسما غير موحش ، وما أصعب الفراق بلا وداع، فالقلب إليك خفاق .
رحيله منا عقد ضياع ، أكتب إليّ كثيرا ..كثيرا وحدثني عن كل التفاصيل ، عن مآثر الحب وكذلك العقبات ، ليزاد قربي منك وتظل تطل عليّ من علياء ...
صاحبتك السلامة وأنتظر إطلالتك يا بني ،على صفحات كتابك بشغف .

بقلم رحو شرقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.