أعلان الهيدر

الأحد، 9 سبتمبر 2018

الرئيسية تولستوي مرة أخرى.. مجانين أم تافهين هؤلاء الكتّاب

تولستوي مرة أخرى.. مجانين أم تافهين هؤلاء الكتّاب




عبد القادر ضيف الله
مع تولستوي ما عليك إلا أن تتعلم في كل سطر من سطور كتاباته التي لاقت رواجا في العالم منذ نهاية القرن التاسع عشر إلى اليوم، ولأن هذا الكاتب العظيم تولستوي كان لا يزال حيا بأفكاره التي لازالت صالحة لهذا الزمن خاصة ما تعلق منها ببحثه المضني عن سؤال الحياة، لماذا نحيا وكيف ينبغي أن نعيش الحياة؟. تولستوي يقول فيما تعلق بعالم الكتّاب الذي ولجه وهو يبحث عن إجابة شافية لهذه الأسئلة الحادة التي أوصلته إلى حافة الانتحار حتى أنه أخفى عن نفسه حبلا خشية أن يخنق به نفسه ذات يوم، وأبعد بندقيته وابتعد عن الخروج للصيد خشية أن يقضي على حياته برصاصة ما،يقول تولستوي عن عالم المؤلفين الذي دخله واعتنق عقيدته "فكانوا يعدونني فنانا و شاعرا من الطراز الأول فكان من الطبيعي جدا لي أن أعتنق نظريتهم ،.. فما إن بدأت حتى بدأت بالشك في صحة عقيدة المؤلفين ، فإن أغلبهم لا أخلاق له بل أكثرهم ذوو شخصيات وضيعة وتافهة وأنهم أشد انحطاطا من أولئك الذين قابلتهم من قبل في حياتي الحربية المنحلة ، إلا أنهم كانوا على ثقة من أنفسهم، راضين عن أنفسهم، ولا يكون كذلك إلا رجل غاية في القداسة أو رجل لا يعرف ما هي القداسة، فثارت نفسي ضد هذه الطائفة من الناس، وثرتُ ضد نفسي وأدركت أن تلك العقيدة كانت خداعا وضيعا، ومن العجب أني نبذة هذه الطائفة من الناس لكن لم أنبذ ذاك اللقب الذي خلتعه عليّ هذه الطائفة ، وأقصد به لقب الفنان الشاعر المعلم. وبلغت بي السذاجة أنيّ تصورت أنيّ شاعر وفنان وأني أستطيع أن أعلم الناس جميعا دون أن أعرف ماذا أعلم ." يضيف تولستوي ناقما على كتّاب عصره وكأنه ينقُم على كتّاب كل العصور التي جاءت بعده لأن همْ الكتابة واحد لأنها تطفي القداسة على كل من حمل القلم لتتحوّل إلى رذيلة كما وصفها، رذيلة أخرى تضاف إلى رذائل الكتّاب، يضيف تولستوي " وأكسبتني عشرتي لهذه الطائفة رذيلة جديدة، وتلك أنيّ زدت استكبارا إلى درجة الشذوذ، لهذا إني لا أحزن وأفزع وأسخر من نفسي ، بل إني ليثور في نفسي إحساس يشبه كل الشبه ذاك الإحساس الذي يستولي على المرء في مستشفى المجانين " 
ترى ما الذي تغير اليوم في سلوكيات المؤلفين والفنانين و الشعراء ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.