أعلان الهيدر

الأربعاء، 19 سبتمبر 2018

الرئيسية شوارعنا الزرقاء ..

شوارعنا الزرقاء ..



محمد محجوبي
انتهى الى أقماره بترقيم يطلق أسر المعرفة . هذا الكوكب المجنون يصنع من الضوء مساراته المتشابكة والمتلاقحة بتواصل برقي وبتعاضد أكتاف التحرر . هذه هي صروح الكوكب المتحرك على عشبه الأزرق حين استقرت القارات في جيب سحري تغمره الصناديق الملونة . تشده أحلاف الحرب والسلم . تتقاذفه الشبكات . نقيض يتسلق جدران نقيض . 
الشوارع الزرقاء : مؤزرة المدد الافتراضي تسابق افتراضات الأنفاس . كأشباح يحرسون مصائدهم في خلوات الزوايا وعلى متنزهات الأحلام . وبين ربوع العشق يتعشق الورد ماءه الأزرق . وتزهو أطياف الشعر سنابلها الزرقاء . في اتقاد الشعور وهو ينفث كمده على شاشات تتورد في خلاياه براكين خامدة من حنين . 
الشوارع الزرقاء على مرمى فضول مستشري توزع تفاصيل الانسان صوره المتناسخة من عذابات الظل . ومن تواطئ النار على أقبية البوح . هناك صور عجيبة تكثف انطباعات الشجن الخلاق . 
العالم نسي أعشاشه وأنهاره القديمة . نسي سنن التعانق والتقبيل . نسي أعياده القديمة وهي تمضي مواكبها على عجلات الرماد . العالم تناسى طعم الأنفاس بين جدران الطين العبق . ونسي التسامر في فضاء ملكوتي حجبته أرقامه الرعناء . حتى غذاءه المتنسم في طهي الشمس البكر الخجولة . بدفئ المطر السخي . يولول بغيثه في حقول . 
كلها وقعت في غزو الشوارع الزرقاء وهي تقزم انسان الضوء لكي يذوب في دهشة الأقمار ذرة تذروها الرياح على افتراض متاح .


محمد محجوبي
الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.