أعلان الهيدر

الجمعة، 21 سبتمبر 2018

الرئيسية " فاصلة لغوية "

" فاصلة لغوية "


محمود حمدون
مرّات نادرة التي زار فيها الفرح بيت " عبد الله " , هو رجل نحيل , غائر العينين , سقيم الجسد , شارد الذهن , يقيم بمنزله الصغير الكائن بين بنايتين شاهقتين تتوسطان الشارع الكبير, فيبدو للرائي من بعيد كنتوء أو فاصلة لغوية بين جملتين شاذتين . يخرج " عبد الله " لعمله قبيل شروق الشمس , يعود يسبقه ارهاقه و بؤسه عقب آذان المغرب . 
بالأمس , رأيناه يُقبل , اعتراه تغيير , هلّ مرفوع الهامة , يضع يديه بجيب سرواله , يترنم بأغنية حب , قطع المسافة من تقاطع الشارع الرئيسي إلى منزله , قفزاً , مشهد استغرق المارة من حوله , فتدلت الدهشة على أعينهم , اقترب من بابه , التفت وراءه و بصوت لم نألفه عنه أعلن , دون أن يعبأ بإنصاتهم إليه : 
اليوم للمسرّة و الفرح , دخل , صفع الباب خلفه بشدة , دقائق و لمحنا أنوار على استحياء تطل من النافذة الوحيدة بالدور العلوي , ثم اندلعت زغاريد النسوة , أهازيج مرحة , أنغام ناعمة انسابت تتدفق بين جنبات المكان , سمعناها رغم الظلام الوافر الذي حطّ على الشارع بأكمله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.