أعلان الهيدر

الثلاثاء، 14 أغسطس 2018

الرئيسية فرمانُ رحيلي

فرمانُ رحيلي


سعاد الزامك
أعلنْ يا قدرُ عن رحيلي
ما عادتْ تُجدي حياةٌ
اضربْ بمقصلتِكَ عُنقاً
لم يحنِهِ يوماً عشقٌ
و رَتّلْ أغاريدَ المُنتهى
اغزلْ ستائرَ النسيانِ
هاكَ قبري قد صبأَ عنْ جسدٍ
نهلَ مِنْ مَعينِ مُعاناةٍ
و لتُحلّقِ الطيورُ فوقَ نعشي
ترسمُ مساراتٍ و أخاديدَ غيمٍ
ما اختلفَ كثيراً عن سواهُ
ثم أوصِدْ يا قدرُ أبوابَ بوحٍ
أثقلَ كاهلي و شيَّبَ الصِبا
أيها الجحيمُ مرحباً .. أقبلْ
إذْ استحالَ النعيمُ بسُكناهُ
كم زفّتْ الشياطينُ موكبَ عشقي
فأطلقتُ للرحيلِ ضحكةً مُشتهاه
أسيبكي القومُ على فراقي ؟
أم سيَسْنّونَ أحكامَ الطُغاةِ ؟
كم راودتُ أطيافَ الحبِ 
و غافلتني الخيانةُ بسوطٍ 
قَدّتْ قميصَ الولاءِ
يا ليتَ نونُ النِسوةِ تدري
لتُعلِنَ فرمانَ رحيلِ بهاءٍ
كم ناشدتُ سلاطينَ طُهرٍ
أسقطتَها جحافلُ عُهرٍ شنعاءْ
أيها المُتيمُ تمهلْ .. لا ترتحلْ
و اعتلِ بنبضِكَ صهوةَ وفاءْ
لا تقتحمْ مُدناً بحممِ شِعرٍ
حَصِّنْ قِلاعَكَ من سِنانِ حواءْ
ثم أعلنْ تقهقُرَ تعسُفِكَ
ليستْ كلُ النساءِ سواءْ
ها قد تَرملتْ أحداقُ الحنينِ
و تَسربلتْ أشواقٌ بالجفاءْ
لا ترتضِ الخنوعَ لخريفٍ
أجدبَ ربيعي فصار كبيداءْ
لا تَقبِضْ بجبروتِكَ نبضَ قلبي
اعزفْ بحنينِكَ على وترِ ارتواءْ
لا تَطلبْ اللجوءَ إلى فؤادٍ مُهترئٍ
كمْ خُضتُ حروباً غوغاءً شعواءْ
فأرجأتُ النحيبَ على مُفارقٍ
ما عادَ جَفني سوى أشلاءْ
جاءَ كفارسِ عصرٍ بائنٍ
جَندلَ البراءةَ بآثامٍ شَنعاءْ
أيها الغافلونَ عن طُهرِ وَجدي
لا تتقنَّعوا بملامحِ النبلاءْ
أنا ابنةُ الشموخِ المُستترِ
لم أنحنِ أبداً لقِبْلَةِ إغواءْ
فأبيتُ إلا أنْ أعلنَ صَدي
و فرمانَ قهري 
لأعرُجَ إلى السماءْ
لا تتثاقلي قدميَّ عن الرحيلِ
فدمعي قد تَدثرَ بسُترِ عَناءْ
و ها أنا أنثرُ الآن توحُدي
في الوجودِ العاصي شفاءْ


#سعادالزامك
من ديواني النثري #توابيت_الأنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.