أعلان الهيدر

السبت، 11 أغسطس 2018

شنب بشاربها


حمد حاجي

أيقظتني أخي التوأم ذات قيلولة ليكشف لي عن ذلك السر ..
ننام.. سريرا قرب آخر ، ليالي نتعانق فننام حينما نكون على ما يرام ، وأخرى أباغضه وأسنده ظهري.. لكننا كنَّا متواطئين في مراهقتنا..دخَّنا السيجارة الأولى معا ، سرقنا عملات من جيب سروال الوالد.. كان يحل لي واجبات العلوم الطبيعية ( لا زلت أذكر درس فرس البحر الذكر ) ..
وكثيرا أصحح له الرسم والاملاء وأنجز مكانه فروض اللغة.. 
صرتُ مدانََا له ومدينا .. فنحن مطالبان بأن يحمي كل منا الآخر ويُفترض أن نعترف لبعضنا بكل الحقائق..
كما أعرف الكثير عن أمي فان توأمي يلتصق بأبينا.. وهذا جلب لنا الكثير من الحلاوة والتجارب برغم المتاعب.. 
وكنت دائما أخشى أن يسألني :
- ما بال أمي مكانها الطبيعي سريرها ..؟
أمي تقضي كامل وقتها تتصفح صفحات الفايس ومجلات الموضة والعراء.. غير أنها بمجرد أن تشعر بمفتاح البيت بالقفل عند مجيء أبي.. حتى تخبئ كل شيء تحت الملاءات وتضع مقياس الحرارة تحت لسانها.. وتبدأ في الأنين كامرأة تعيسة مريضة ومنكوبة.. وإذا وقفت لتحضر له العشاء تظل تمشي وتستند على كتف الوالد.. وتصيح من أوجاع الظهر..
يخمنُ أخي .. أن أبانا يقضي هزيع الليل يدلك لها الفخذين والركبتين أكثر من غيرها.. وتهمس ولا تصرخ..
وكنتُ غبيا حين يقنعني توأمي أن الماء الساخن بالحمام لا يقضي على المتاعب كفاية.. لذلك يبقيان طويلا بالـ(دوشت).. 
وأكتفي بأن أردُّ: أن أمي تعشق أبي في الليل وتكرهه في النهار .. هكذا بالتعاقب..
ليلتها ، متضاحكا .. قفز من السرير و من جانب من خزانة الثياب أخرج هاتفا محمولا..
تحققت ان الجهاز قديم لأمي تفحصنا الخط الذي يشير لحالة البطارية يبدو قد اختفى .. وضعناه في الشاحن.. 
وعالجناه .. 
من الممكن ان يتصل أحدهم ؟ قد يكون على علاقة بها! 
وربما ندخل الى متصفحها بالفايس .. غالبا ما تتركه مفتوحا..
ثم انتظرنا متلهفين لأن يرنَّ.. او ينفتح..
أبي يروق له أن يصطحب أخي حين جولته بالمجمعات التجارية وسط المدينة ..
وحتى حين احالته على المعاش ظلَّ مغرما بسيارات الأجرة .. ويطلب من توأمي أن يقول لأمي أنهما ركبا الباص.. وكنت في كل مرة أوشك أن أشي بهما لأمي.. ولكن خشية ان لا يحدثني .. أعدل وأتركها بعماها ..
- لكن لم أيقظتني ؟بادرته.. وأعرف ان الأمر يتعلق بوالدي..
أردف : أخبرك أمرا أسرَّه لي ابوك اليوم بالـــــ(مول)..
- أمي تتحوَّل إلى رجل !
- كيف؟
حكى لي أنه لم يكن منتبها مثله بسهولة لتحولها ..
حين كان الوالد يضع لها المراهم ويدلك جسمها غطت في النوم .. رآها رجلا ..ممدودا .. عضلاتها تضمر وتتمدد.. ثم لا تلبث تكبر .. وحملق في شعرات على طرف ظهرها..
وحتى حينما افاقت وانتبهت .. لاحظ ضمور خصرها و انتفاء مؤخرتها.. وبروز شنب وشارب فوق شفتها..
ولم يعد بعينيها ذلك البريق النسائي .. ولا ذلك العنج عند الانثى..
وما كاد يتم حديثه حتى سمعت صوت الوالد يدعونا للعشاء .. أخفينا الجهاز المحمول .. وأسرعنا للمطبخ..
اقتربت من أمي جانب السفرة، لاحييها بقبلة وبحذر .. كنت متأثرا بعملية التحول التي حدثني عنها توأمي لاحظت أن لها خط شارب واضحا .. لم تنتفه بعد.. وبوصة شعرات طويلة على الحاجبين .. وتلبص صدار والدي الجديد ..
على المائدة يغمز ني أخي الذي يتهامس مع ابي..
- هل لاحظت شيئا ؟
- الحقيقة نعم ..حتى المكباج الذي كانت تضعه قبل العشاء مفقودا..قصَّت شعرها على الآخر..
ثم راقبتها خلال الطعام بدقة .. بدت لي رجلا يلتهم ما بالصحن بشراهة .. وتملكني رعب مجاني..
نقضت يدي من الصحن وأسرعت لغرفتنا والتحق أخي ..
- انظر إنها رجلٌ..
يبدو لي الامر من قبل مستحيلا.. وأكذوبة.. وأثارني حب الاطلاع فها أ أصدِّقه ..
قي تلك الدهشة برن هاتفها .. نسرع نقرأ رسالة :..

- المظاهرة الثامنة صباحا .. الانطلاق من أمام المسرخ البلدي .. لا تنس إحضار اللافتات ..
رهيب .. حقا .. 
أن تستيقظ أمي باكرا.. تستحم ..تحلق لحيتها تمشط شعرها..
وتخرج تهتف، تنادي .. 
تصهل كفرس البحر!

======================= امرأة من ذهب =======================================
للرسام النمساويّ «جوستاف كليمت» (1862- 1918)، أحد روَّاد الرمزية. اهتمَّت أعماله بشكلٍ رئيس بالأنثى، وعرضها في مشاهد «أيروتيكيّة» رافضًا ما أسماه «الخجل السلبي».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.