أعلان الهيدر

الاثنين، 25 يونيو 2018

اليتيم ....


إيناس خلفاوي


مررت بجانب ذلك الطفل الصغي، لمحت في عينيه نظرة منكسرة لا تتناسب مع سنه المبكرة، فقلت في نفسي أي التجارب مر بها هذا الغرير ..دونت منه وسألته كيف حالك ياصغير ..؟ 
رفع رأسه و رد تحيتي ردا جميلا مأدبا.. فعلمت أنه مهذب ..جلست بقربه لعلي أكتشف بعضا من سره .. فقلت له مااا أجمل السماء هذا اليوم هل تراها كما أراها ..
فقال لي .: لا أحب الجمال ..ولا أشعر به .. 
قلت له : انظر يااصديقي كم السماء زرقاء صافية وفيها السحاب أبيض ..بياض السلام في بلدنا ..
رفع رأسه وقال ، الأبيض السلام ..هل تستطيعين ان تصفي لي كيف يبدو اللون الأبيض ..لا أستطيع رؤيته..
صدمت ..قد كان ذلك الفتى أعمى غير بصير ..
لم أجد ما أقول فقدت كل عبارات الرثاء ..رفعت رأسي إلى السماء ..وأكثرت له من الدعاء ..وقلت له لا تفقد الرجاا
قال لي : قد فقدت كل الرجاء ..كل العطاء ..كانت هي بوصلة في صحرائي ..سفينة في بحاري ..معلمة في حياتي ..طبيبة لأمراضي ..رسامة في لوحتي ..مدبرة في حياتي ..منيرة لأيامي ..أملا في أحلامي ...كانت كل الطموحات ..كل النجاحات ..كل الأمل..منتهى الحلم ..
كانت شجرة في حديقتي ..زهرة في حياتي ..الحنان الذي يساوي العالم ..
اشتاق لصوت يوقظني للمدرسة ..صوت يعاتبني ويجاملني ..صوت يحن ويغضب مني ..يسألني ماذا فعلت ..وكيف صنعت ؟ وما قالت المعلمة ..؟ ..
كنت أبكي حينما يرى غيري ولا أرى أنا فكانت تقول لي ،،إن فقدت عينيك فلك أنا عيناي لك ..كانت تقودني ترشدني ..تصف لي العالم ..وتصف لي الطبيعة ..والأزهار ..الاشجار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.