أعلان الهيدر

الأربعاء، 6 يونيو 2018

الرئيسية عائد من ندوة الرواية والفلسفة ...وما دحض بوجدرة حٌبوره .. وما قلى ...

عائد من ندوة الرواية والفلسفة ...وما دحض بوجدرة حٌبوره .. وما قلى ...


كتب :أحمد ختاوي 


إذا كانت الرواية كطراز معماري عند الروائي رشيد بوجدرة مساءلة للفلسفة كثورة كامنة في خضم المبنى واغتراف من التوثيق التاريخي والتأريخي ومسارات الأعلام كابن خلدون والواسطي ، وألبير ماركي
Albert Marquet
وأبن عربي وسبينوزة وابن رشد وغيرهم ،ليسبر- في تصوره - غور السرد كمعطى دلالي معزل عن الجانب الجمالي ، كمعيار آخر قد يتوفر في المقام الثاني فإن رشيد بوجرة في ندوة الباررحة حول الرواية والفلسفة لم يدحض حبوره حيال هذا الجانب الجمالي ، أي الجانب الاستطيقي ،كوثيقة وتقنية سردية لا بد منها لصناعة رواية متكاملة .. استطيقيا وجماليا وفق مقتضيات الحالة المعالجة والحالة الشعورية والحسية ، وفي أغلبها حالات استثنائية عند الروائي رشيد بوجدرة ، وهي في الغالب وعلى الارجح في مفهوم قناعاته أن الرواية ثورة كامنة تنطلق من ذات وقناعة الروائي الاديلوجية ، المبدئية ، وغيرها .الى جانب طبعا توفر الملكة وهذا شيء حتمي وومن البديهيات.

إذا كان الروائي رشيد بوجدرة ينطلق من هذه القناعات ، فإن غيره مثلا : سليم بركات أو ابراهيم الكوني ، ابراهيم صنع الله ، أمين الزاوي ، الاعرج واسيني وغيرهم ، يمتثلون الاول للضبابية الايجابية الطلسمية أي سليم بركات وابراهيم صنع الله يرتكز على الجانب التكتيتكي لصناعة العنوان كواجهة لسروده كروايته مثلا : "الامريكاني لي" .فيما يجنح الروائيين أمين الزاوي وواسيني الاعرج الى الشعرية كمقام أول يرافق المبنى السردي العجائبي انطلاقا من ذواتهم دون اغفال الجوانب التأريخية كما الشان عند واسيني الاعرج مثلا في روايته الامير" على سبيل المثال والروائي أمين الزاوي في روايته مثلا على سبيل المثال : :" أخر يهود تمنطيط " وغيرها .. فهو يغترف أيضا من التوثيق التأريخي ليصنع سرودخ وشخوصه وفوق جماليات اتصاله وتحريكه لتلك الشخوص ..

لا يسعنا المقام للتطرق الى كل هذه الحيثيات والمنعطفات ، فقد يطول الحديث بشأنها ندوة البارحة حول الفلسفة والرواية التي نظمتها جمعية الدراسات الفلسفية بالتنسيق مع المجلس الشعبي البلدي للجزائر الوسطى برعاية الدكتور عمر بوساحة

الذي تمكن بإقتدار من ادارتها والذي أدار لولبها التنشيطي ربطا وتطعيما الروائي امين الزاوي الذي تمكن بحنكته وموسوعيته في إدارتها ، حيث تفاعلت معها القاعة معها ، وقد كانت من نخبة وصفوة المثقفين والجامعيين والادباء ورجال الاعلام ، فغدت منذ البداية الى النهاية :تفاعلية ونوعية بامتياز .

الدكتور امين الزاوي وهو يغدق القاعة بجملة معطيات تقدييما وتوطئة للمحاضر رشيد بوجدرة الذي لم يخف توجهه وهو يجيب عن أسئلة القاعة بأنه سيظل يعيش لمبدئه ولقناعاته ولم يدحض قناعات وتوجهات نظرائه وحتى خصومه ، مكتفيا بالادلاء أن لكل مسار ثورة ذاتية كامنة ، متأججة .

نوعية الطروحات التفاعلية الجادة بين الحضور والمحاضر رشيد بوجدرة عكست وعي المرحلة والمراحل المتلاحقة في مد تفاعلي ممنهج ايضا فكانت أسئلة القاعة وإن كانت تفكيكفية ، مشاغبة ومشاكسة تنظيريا أحيانا ، فنها لم تخرج عن سياق سلوكها الحضاري في ترسيم التعاطي مع كل طرح يستوجب الاشارة ، التنويه او حتى المعارضة الفكرية ، وهذا ما جنته-إيجابا - هذه اللمة وهذه الندوة الفاعلة التفعلية للمشهد الادبي والفكري والفلسفي على العموم .كان فيه الرسام نصر الدين ديني محل سجال بين القاعة والمحاضر ، هذا الاخير الذي ارجع شهرته الى لعبه على الوتر العقدي ، يضيف المحاضر لا لكوني اقف موقفا معينا إزاء هذه الشهرة وهذا العزف من الجانب العقدي، كما قد يتبادر الى ذهن البعض وإنما فقط لكونه عاش في وسط زكى هذا التوجه فيه منبت عقدي وحقل بوسعادي خصب اهله لذلك مشيرا بذلك الى بوسعادة كمورد لهذه الشهرة ، مبرزا ايضا بالتوازي - قدرات ومؤهلات التشكيلي العالمي ألبير ماركي الذي كان هو ايضا محور الندوة التفاعلية هذه والذي اسهب المحاضر رشسد بوجدرة في كونه يعتبر احد المعاول البناءة في ترسيم وتثبيت الفن التشكيلي بكل مستلوماته الفنية وغيرها .احد المعقبين بالقاعة وهو ضليع بالشان البوسعادي وقد اقام هناك طيلة 5 سنوات ثمن ما ذهب اليه بوجدرة في كون نصر الدين ديني كان يعتزل الاهالي وانه لم يجد ضالته بالاغواط فلجأ الى بوسعادة وعزف على وتر المد العقدي .

كورقة لتمرير شهرته التي لم يجدها في الاغواط مثلا كعينة .. المحاضر عقب في اتزان وبموضوعية ان نصر الدين ديني كان له منافسون هناك .

اجمالا حتى لا اطيل في هذه الورقة اشير ان الندوة كانت ناجحة على جميع الاصعدة ولم يشبها ما يفزز النفس , يخدش واجهة المد العقدي سواء على الاصعدة الاديلوجية او المبدئية وإنما كانت تصب في اطرها العلاقنية .. خلالها استعرض المحاضر تجربته الرائدة و بعث الروح في رواياته المكتوبة بالفرنسية عند اقدامه على ترجمته الى العربية .

الدكتور المسير للجلسة الروائي أمين الزاوي وهو يمنهج الجلسة اثار عدة قضايا جوهرية تطعيما لمسار الندوة بشكل تفاعلي ، تنشيطي ليحيل ناصية النقاش الى القاعة التي تجاوبت ايما تجاوب في تعقيبات متزنة لم تخرح عن ممكن العقلانية

هذا ما تجلى في هذه الندوة التي حققت نجاحا كبيرا في تفعيل وتعدليل المشهد الروائي كنمط محوري سردي بديع ومؤثر في الامة في منهجية منقطعة النظير وإن تباينت الطروحات وهذا شيء طبيعي يحدث في كل السجالات من هذا القبيل وغيره .

على العموم كانت الندوة نوعية في شقها الاكاديمي و التعقيبي وغيرهما فصولها حسب قناعة كل ذات .

أوبة في فصوأخرى لها لاحقا .

ولا يسعدني في الاخير ألا ان اشكر جمعية الدراسات الفلسفية مكتب اعاصمة وعلى رأسها الدكتور الصديق عمربوساحة على هذه المبادرة و السانحة ..واشير أيضا للامانة العلمية ان في الاخير ومن منطلق قناعة "بولة " ان أشير ان رشيد بوجدرة لم يدحض حبوره في تواصله مع السرد بمنطلقاته وقناعته ولم يدحض ايضا اراء خصومه التي تعامل معها خلال الندوة بكل ليونة وحتى خارج اسوار الندوة بنفس الليونة حيث كان لبقا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.