أعلان الهيدر

الثلاثاء، 29 مايو 2018

الرئيسية الحلقة الثالثة / الرداء الأخير / الملثم !...

الحلقة الثالثة / الرداء الأخير / الملثم !...


رحو شرقي


وترمي العذراء وشاحها بين الدوم والصنوبر، تتباهى بجمالها 
المنثور على زهور البرتقال .
لتشهد عليها صوامع التبتل ،بين أودية التوت البري تعانق عيونها المتفجرة بمائها الرقراق و سفوح الجبال .
وتلك السنابل الراقصة تنتظر عرس الحصاد ، ليحضنها البيدر .
نسجوا لنا رداءا من ماسي وكتبوا تاريخا في الزمن القاسي .
كيف لا أكون آس ؟!..
على ذلك الزمن الذي أنْتَظِرُ فيه الشيخ المبجل ، فانظر في وجهه الكريم .
عيناه كموج أزرق تتمنى الغوص بين ثناياها ، ولحيته البيضاء تحسبها عناقيد البلور !..
بسمته مثل زهرة خلا بها النسيم ،إذا اقتربت منه لا تسمع إلا آيات الذكر الحكيم ...
ونحن في حضرته ، ليس بمقدورنا سوى الصمت بعد التحية .
فيُخرِجُ يُمناه المتوضئة بنور العطاء، فتهدينا قطع الحلوة قائلا 
" ربي يحفظكم أبنائي الصغار " 
حينها ،أتذكر تلك الحكمة " لو كان الفقر رجلا لقتلته "
وقال شيخنا " العطاء كسيف بتار ، يسد الحاجة ويقطع دابر الضغينة ".
فيقضي يومه بين حقول الفلاحين بروحه الطيبة تحمل أريج الرياحين،وتجار مدينتنا العتيقة، ليجودوا عليه بما كتب الله ..
يحفظ أسماء الأرامل والأيتام ، ليس إلا حبا في سعادتهم ..
وحين يجن الليل ويرخي بجناحه كطائر الغراب ، يشد حزامه ويلف لثامه .
فَيُكْرِم ما قدر الله من أرامل وأيتام ، لا يملك إلا الإيمان بالله.
يسعى لتجارة لن تبور وعمل مستور .
يضمد الآلام ويتفقد الأيتام وبقي على هذا الحال .
حتى عاد طريح الفراش واشتكت الأرامل،ما حال الملثم ؟!..
لقد أنتقل إلى جوار ربه ، حاملا زاد اللقاء .
الله يجل عليهم الرحمة . 
وهل تقطع الرِكاب ُ وتاهت الإبل ؟!...
بقلم رحو شرقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.