محمود حمدون
ذهب الجميع , ماتوا, لم يبقى سوانا , بضع نفر متناثرين بطول البلاد , لا نلتقي إلاّ لواجب عزاء في فقيد , هزّ رأسه مؤمّناً على كلامي , تأرجحت بعينيه نظرة بها بعض من حزن , قال : نطقت حقا , فعلاً لا نلتقي إلاّ لمأتم , لست أدري سبباً يدعونا ألاّ نلتقي على فترات !.
قلت : الحزن يجمع الناس , بينما الفرح شأن خاص , يكره كثيرون أن يشاركهم الغير فيه , ارتسمت على شفتيه ابتسامة صفراء , كأنما أحس أنيّ أقصده بكلامي , فتراجعت بعد إدراك . تنحنحت ثم أكملت : تلك طبيعة الحياة , سنّة البشر الآن ..
خيّم على رأسينا صمت , استغرق كلينا في اصغاء مصطنع لصوت المقرئ , حتى انتهى من قراءة " الرُبع " فأثنينا على جودة تلاوته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق