أعلان الهيدر

الأحد، 1 أبريل 2018

الرئيسية جزائريٌّ أنا

جزائريٌّ أنا


شعر: أحمد بهناس


جزائــريٌّ أنَا بالــرُّوحِ والجســــدِ
مـنْ عهـدِ آدمَ، لـمْ أنْـقِصْ ولـمْ أزدِ
أكـادُ أُجـــزمُ أنَّ اللــهَ ميَّــــزنَا
بالخلقِ والرتقِ ثم الفتـقِ في العـددِ
في الأرضِ والبحرِ والأكوانُ شاهدةٌ
وفي الجبال وفي الصحراء والقِــددِ
قـدْ مدَّدَتْــنَا الدُّهُــورُ منْ لطافتِهــَا
عبْـرَ التَّواريــخِ والأحقابِ منْ أمـدِ
إنَّ المقاديــرَ تجــرِي في أعنَّتِــهَا
يلفُّهَا الصَّمْـتُ، لا تلْوِي على أحــدِ

مواطَـرَ الغيثِ مُـدِّي الماءَ منهمـرًا
وطرِّزِي الأرضَ بالأزهارِ والغَرَدِ
أنَا العليلُ وهذِي الأرضُ مُـزْهــرَةٌ
تُشفِي جــراحِي من الآلامِ والكمَــدِ
أنا العفيـفُ وهذي الأرضُ جامعُنَا
سجَّادتِي وصلاتِــي، وبها سنــدِي
أنَا الغرِّيـدُ بشعـرِي هزَّنِي طربِي
تتْـرَى قوافِيَ والأشطارُ في مـددِ

أنَا هــنَا بيـنَ قــومٍ مــنْ سُلالتِــهمْ
جاءَ الضِّياءُ، وحلَّ الخيرُ في البلـدِ
همُـو الخؤولـةُ لا زيفٌ ولا شطـطٌ
همو العمومــةُ منذُ الفجرِ يا ولدِي
فكيف أنكـرُ أصلاً منْ وشائجِـــهِ
ورثْتُــهُ خلفــةً منْ سالفٍ مهتدِي

قـلْ للخلِيِّ الذي طابَ الحديثُ لـهُ
أنَا الـذِي قهـــرَ الغُـزاةَ في جلــــدِ
أنَا الذي سجَّــلَ التاريخُ رهبتَــهُ
حظُّ ُّ الحياة، فلا يخشَى منَ النَّكـدِ
أنَا ابْـنُ امِّــكَ قدْ دانَ الزمــانُ لهُ
وكرَّسَ النَّصــرَ مدعومًا من الرَّشدِ
أنا ابنُ وكرِكَ ما هاضَ الجناحُ لنَا
يومًا، وكيفَ يهيضُ باشـقُ الرَّصَدِ
ولمْ تغــبْ شمسُـنَا يومًا ولا قمــرٌ
كـلُّ الكواكـبِ والأجرامِ في نَضَـدِ
إنَّ المكـارمَ أسْـــناهَا، وأنفعَـــهَا
ما تُنْجبُ الأرضُ لا ما يأْتِي منْ زبدِ
إخلــعْ نعالَــكَ قبلَ النُّطْــقِ ملْتمسًا
إذْنَ الكلامِ، وراعِ الصبْـرَ لا تجِــدِ
ما كانَ للنَّـاسِ أعــراقٌ مضاعفــةً
لولا تعصُّـــبُ أفـــرادٍ من اللِّـــــدَدِ
أجـدادُنَا قدْ أمـاتَ الحـبُّ أنفسَهــمْ
واستشْهــدُوا فيهِ عشَّـاقًا بلا كســدِ
هم الذيـنَ من الخيــامِ قد نصبُـــوا
حـبًّا نظيـفًا، ودعَّمُـــوهُ بالوتــــدِ
فَــمَا حياتُــنَا إلاَّ مــنْ حياتِــــهمُو
ولا التَّآخِي سوَى ابْنِ الصدقِ والسَّددِ

ما أصعبَ السيْـرَ والأحلامُ ضائعـةٌ
وظلَّــةُ الغيْمِ رَزْحَـى خشيــةَ البـدَدِ
هلْ مِـنْ معيـنٍ على نجوايَ يفقهُهَا
يرْمِي الوساوسَ بالأفعالِ منْ خلدِي
إنَّ الذي فــاتَ أحقــابًا وأزمنـــــةً
لكنَّــه الدهْــرُلا يُخنِي على النَّجــدِ
إنَّ الذي غشَّــنَا في غفلـــةٍ أبـــــدا
تعلَّـم الكيدَ منْ عيْنيْـكِ في مشهــدِ
وطالـمَا أنـتِ يا بيضـاءُ ملهمــتِي
في كونِكِ الرَّحْبِ لا أخشَى منَ القِصَدِ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.