حمد حاجي
1 - ترسيم الحدود
يصعد للسطح ، على التلة المقابلة يلمح رجالا كبار السنِّ ..
و يرى جمعا كالمساجين يجرّون بأيديهم قيودا و سلاسل ..
وضع كفّيه على عينيه ليقي بهما شعاع الشمس .. دقَّق النظر..
هناك آخرون ، ينكبون على خرائط، بشريط حديدي يقيسون كل شبر..
كان من ورق..
2- خذلان
العسكري الذي أنظرْ لهُ،
ألمحه، منسحباً من جسمه الصاخبِ، أرمقه جالساً، مقرفصا ثم واقفاً..
وفجأة يرفع يديه محركاً يسراه الممسكة بأعلى البندقية..
يستدير مثبِّتاً يمناه على نصل الزناد..
يجري سريعاً.. دافعاً للأمام جسده وساحباً للأسفل روحه..
حين أطلقتُ صيحة عليه،
كان قد تبلل سرواله من تحت الحزام..!
3 - نهاية الفرجة
منهمكا، يدلك جسده بالدهان..
وهو يُدوِّرُ (الكريم) على فخذيه جيِّدا، أخرجَهُ صوتُ الأم المفزوع..
- تعال تفرَّج.. أحدهم نزل يجري عريانا في الشارع..!
- ماذا؟ فريقه كسب.. أولاد المجنونة..
لا .. لا.. شاب راسِمٌ على جسمه وطنََا..
يحترق..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق