أعلان الهيدر

الجمعة، 23 فبراير 2018

الرئيسية قراءة في قصة "غابرون " للكاتبة الجزائرية / مريم بغيبغ

قراءة في قصة "غابرون " للكاتبة الجزائرية / مريم بغيبغ


جمال الدين خنفري


النص: ( قصة قصيرة جدا )
غَابِرُون
حينَ أحَسَّ بِتَشاؤُمِهِم مِن الحَرب، صَنع سَفِينَة مِن وَرَق، تَسَعُ أَحلاَمَهُم، لَكِنّه نَسيَ أَن يُخبِرَهُم بِألَّا يَلتَفِتُوا
وَرَاءَهُم، فَأَصَابَتهُم اللّعنَة.

لنفتتح كلامنا بالعنوان الذي توجت به الكاتبة نصها السردي، و الذي هو " غابرون " فتلمس في طياته نوعا من الغضب و النقمة، مما يدفعك دفعا إلى محاولة الإطلاع على أبجديات النص السردي و الغوص في أعماقه، لاكتشاف واقع مرد هذه الحالة النفسية المحطمة و اليائسة المعبر عنها من خلال العنوان الذي جاء يحمل تناصا قويا جدا للآية الكريمة: " إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ " الأعراف آية 83، و هو استمداد رائع و ملفت من كتاب الله المقدس.


و إذا ولجنا إلى سردية النص، و بتطفل، لابد من الإشارة إلى أن الكاتبة استطاعت أن تضعنا في صورة جبن و تخاذل شخوصه التي لا تغتفر، حيث كان يأمل فيهم أن يكونوا على قدر تحمل أعباء المسؤولية في الذود عن حياض و طنهم من الدنس القادم، إلا أنهم خيبوا ظنه فما كان منه و أمام تعنتهم أن جعلهم يعيشون في ركب الأحلام، و يستلذون بطيب الحياة، حتى جاءهم الويل و على غفلة منهم مما كان منه يهابون، دو ن أن يعمد إلى إخطارم بما سيؤولون إليه من مصير مدمر.
و لا يفوتنا أن نشير إلى أن الكاتبة أبهرتنا بنصها عندما اشتغلت فيه على أركان القصة القصيرة جدا: التكثيف، الإيحاء، الترميز، المفارقة، القفلة المدهشة مع أسلوبها الرقيق الممتع المتماسك البناء.

جمال الدين خنفري/ الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.