أعلان الهيدر

الخميس، 15 فبراير 2018

" لا شكر على واجب "


محمود حمدون


كعادتي كلّما عزمت على أمر , أختليّ بنفسي في مكان ناء, اخترت الليلة بقعة بعيدة تخفت فيها أقدام المارة , مرّت نسمة هواء شاردة فاحتفيت بها هربا من رطوبة الصيف الخانقة ليل نهار .
استويت في جلستي ونظرت يميني فإذا بحمار متوسط الحجم يقف بائسا مربوط بحبل من رقبته في شجيرة صغيرة بجوار سور كوبري " باغوص " . أشفقت عليه وبادلني نظرة بأخرى وإن إحترت في تفسير معناها ومراده من وراءها .
فجأة شعرت كأننا على أعتاب غزوة حربية عظيمة , انفجر في المكان صخب عظيم مصحوبا بنفير مركبات من كل نوع , فأفزعني فتلفّت باحثا فإذا بعرس كبير ورتل على مدد البصر من السيارات التي تحمل أهل العروسين يتقدمهم عدد يفوق الحصر من درّاجات نارية , توقفوا بجواري وأمعنوا في صخبهم بصورة لا يطيقها عقل ,


فتبخّر من ذهني ما كنت أصبو إليه وقررت النهوض هربا , حينما علا نهيق جاري " الحمار " بصورة لم أعهدها في بني جنسه من الحمير , نهيقا طغى على نفير سيارات الفرح وصخب العروسين وأهلهما , ففزعوا وتكدروا وسرت بينهم غمامة من قلق وخيّم على رؤوسهم هاجس من سوء طالع ففروا من المكان فرار الفريسة من الصياد .
لحظات وعمّ الهدوء المكان من جديد ,نظرت للحمار نظرة امتنان فوجدته قد أغمض عينيه كأنما يقول ليّ :" لا شكر على واجب "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.