أعلان الهيدر

الاثنين، 22 يناير 2018

الرئيسية النوارس وَالصَّيَّادُ.

النوارس وَالصَّيَّادُ.


رحو شرقي


الكاتب/ رحو شوقي

جِئْنَاكَ يَا بَحْر مِمَّا عنِّينًا, بِحُلْمٍ يَطُوفُ وَيَطْفُو فَوْقَ الجُفُون ، عَلَى سَحَابَةِ الشَّوْقِ وَالأَمَلِ....
تَرَكْنَا وَرَاءَنَّا أَوْجَاعا وَأَوْطَانا لِنَسْمَع أَلْحَانا وَتَتَفَتَّحُ فِي وُجُوهنَا زُهُور الأُقْحُوَان....
فَيَلْطِمُنَا مَوْجُكَ عَلَى الصُّخُور وَ أَصْبَحْنَا أَجْسَادا بِدُّون رَؤوُس....
فَكّنَا طُعْما لِلحِيتَانِ، وَطَعَامُ النوارس....
صِرْنَا مآتم وَأَحْزَانا ، دَاخِل أَكْيَاس دُونَ هُوِيَّةٍ وَحَتَّى أَسْمَاءَنَا مَا عَادَت حُرُوفا ؟!...
وَفِي يَوْمٍ دُونَ غُرَّة وَعَيْنُ بلاقرة يَخْلُو الصَّيَّادُ بِالبَحْرِ بَحْثًا عَنْ قُوَّتِهِ.....
رَمَى الصنارة فِي مَوْقِعِهَا وَأَنْتَظر قَلِيلًا؟!...
فهتز بِبَعْضِ الرضَاض ، أحشائه رائحة قُشُور البَحْر ؟!...
وَكُنْتُ بِصُحْبَتِهِ أُرَاقِبُ حَرَكَاتِه، ثُمَّ أَعَادَ الكَرَة وَأَعْطى لرَمْيَته مهلة ....
فهتز صَيْده بِالحُوتِ, وَحِينهَا ألتطمت عليه النوارس؟!...
قَالَ النّورسُ هَذَا طَعَامنَا....
رَدّ الصَّيَّادُ: أَلَمْ تَكْفِيكُم دِيدَان الشطآن؟!....
قَالَ النّورسُ:أَرْزَاقنَا مَمْدُودَة ..
وَأَرضنا مَبْسُوطَةٌ....
قَالَ الصَّيَّادُ: هَذَا الحُوت لَيْسَ كَالبَقِيَّةِ سأٔدفنه على اليَابِسِ....
فِي أَحْشَاءه رَائِحَة قُشُورِ ِ, يُخَبّئُ أَحْلَامًا مَدْحورَة وآلاما مَنثورَة ؟!....
قَالَ النّورسُ: فَصِيلَتنَا مَحْرَم عَلَيْهَا لُحُوم بَعضهَا, فإذا اِشْتَدِّ بِنَا الجُوع أكلنا الدُّود، نُغْرِيه بزخات أجنحة ، فَيَخْرُجُ إِلَيْنَّا....
قَالَ الصَّيَّادُ: نَحْنُ كَذَلِكَ....
لَكِنَّنَا نُفَضِّلُ لُحُوما نَيِّئَة!?....
فإذا عَصَتْ نَقْذِفُهَا نَحْوَ البَحْرِ لِتُصْبِح قُشُور ، فَنَجْمَعُ مَا تَبْقَى فِي أكياس وَالأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ....
تَعَجُّب النّورس!!....
مِنْ حَدِيثِ الصَّيَّادِ....
ثُمَّ رَدّ علَّيه : وَحَتَّى هَذَا الحُوت مَا عُدنَا نَشْتَهِيه مَا دَامَا فِيه مَا يُشْبهُ الفَصِيل....
قَالَ الصَّيَّادُ: وَمَا َ يُقرب بَيْنَكُمْ؟!...
رَدَّ النّورسُ: أَلَمْ يَكُنْ في يَوْم مَهَاجِر ؟!.....
الصَّيَّادُ: صَدَقت !...
حِينَهَا قلتُ لِلصَّيَّادِ وَاِقتَرَبَ مِنِّي ذَلِكَ الطَّائِر :جُرْحنَا لَمْ يَنْدَمِلْ وَيُدْمِينَا....
قَتَلْنَا الجَمَالَ وَالبَرَاءَةَ بأيدينا!?....
وَنَشْتَكِي لأ عَاديْنَا!!..
نَمْلِكُ حَضَارَة وَدِينًا....
يَكْفِينَا... يَكْفِينَا.....
مِنْ الحُزْنِ مَا يُلْفِينَا....
لَقَدْ سَقَط وَجْهِيّ عَنْ وَجْهِي....
سَيَسْتَحِي العَالَمُ في يَوْم ما?!....
وتتبرأ الاِنْسَانِيَةُ....
ثُمَّ طَلَبَ الصَّيَّادُ مِنْ النّورسِ أنْ يعِينه..
صَعدَ النّورسُ إِلَى السَّمَاءِ بِحَرَكَاتِ أَجْنِحته لِيَلْتَفّ حَوْلَهُ الأَسْرَاب ،وَالصَّيَّادُ متعجبا!!?..
وَأَُخْرِجَ الحُوت إِلَى اليَابِسِ فِي مَوْكِبٍ مهِيبْ عَلَى تغاريد الأَسْرَاب !!....
لَكِنَّ ذَلِكَ القَبْر دُونَ إسم, وَلَا هُوِيَّةً؟! ...
مَا عَدّا عِبَارَة مَكْتُوبَة عَلَيْهِ (كَمَا تُدِينُ تُدَان ?!...).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.