أعلان الهيدر

السبت، 2 ديسمبر 2017

الرئيسية ثلاثية : الأحدب الذي أقسم أن يقطع ظله

ثلاثية : الأحدب الذي أقسم أن يقطع ظله


حمد حاجي

1- تحت الشمس
 
عند صرح فخيم ، وقفتُ تحت الشمس وجلستُ ثم تمددتُ وأسندت رأسي بيدي كما تتكئ زنبقة على أوراقها.. حتى إذا ما ٱشتدّ عليّ وَكَزْتُه؛ فارقني:
- أيّها الظّلّ !
أنا لا أدرك من أنت؟ وأدري أنني وانتَ لا بدّ مفترقان .
-- أتدري أين تقابلنا ، وكيف ،ومتى ؟!
- أنا لا أعرف .
-- إنه سرُُّ لم يُكشف بعد ..
- أأنت ....أنا ؟



2- تحت الغيمة 

تملَّصتُ منه حين ضيعته بغوغاء المدينة وخرجتُ أجري وألتفتُ ولا أراه..
حتى بلغت أكمة عالية فوقفتُ وقد بانتِ المدينة تحت غيمة من دخان كثيف
لكنه برز لي :
- أيها الظلُّ !
لقد أمضينا العمر معََا .. كانت صحبةََ حميمة ..
زمانا..زمانا عشنا معََا ..طويلا
ومشينا معا دربا مضيئا ومظلما..
-- وتقاسمنا السماء في أجواء ممطرة ثقيلة ..
وجرينا نستحث خطانا والشمس نيرة جميلة..
- وافترقنا ...
-- وان كان.. عند الفراق ستسكب لوحدك دمعتين...
- الدمعة يا صاحبي تُخفف من لوعة العاشقين..
-- أنا لا أدمعُ..؟



3- الأبدية 

على ضفة ذلك النهر بين أشجار الصنوبر والصفصاف حين مالت الشمسُ بأذيالها نحو الغروب وبدأت أخيلةُ الصخور والأشجار تطول وتخلع أثواب النور... بعد أن ألفت غيابه، تسمَّر أمامي :
- عزيزي الظلّ !
ان حان وقت موتي ..تسلل عني لا تسأل..واختف...من حيث لا أدري..
ولا تنذرني الا ثوان قبل الرحيل .
-- ارجوك أختر انت ساعة الفراق ، ولا تخبرني ...
أنا لا أرى إذا حلـّت بالليل او غبش المساء ساعةٌ من وداع..
- فلا تقل لي : عمتَ صباحا يا مفارقي..
وفارقني لا أعرف إلى أين وبقي صدى صوته ( أرجوك أرجئـــها للفجر...)
...... فُجَاءَةََ، دخل....
- من أنت ؟!
--- هل نسيت الا تعرفني ..ألم تنتظرني هذا العمر كلـّه !.
-- إلى أين تحملني ؟ انَ الطريق عاتمة دامسة.. أمهلني آخذ عكازي..
--- نعم معتم كالح قفر لكنه معبد.. عبّده خلائق كثير من قبلك..ذهبوا وما عادوا..
توقف القلم عن الكتابة..
وحين دخلت الخادمة إلى غرفتي ..
كنتُ نائما ..
بجانبي ظلي و اللحد!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.