كتبت نهلة جمال محمد
عنوان مجموعة قصصية للكاتب عبدالمنعم الباز .
قادني عنوانها المتميز للتجول فيها بين مقاربات ثنائية لحالات تتفق في الإشكالية وتختلف في رؤي المعالجة حيث يغترب كل طرف عن الآخر في إطار فكري وانفعالي وتوحدهم جميعا دائرة الضياع .
كما مزجت القصص في تناولها للواقع بين الأحاديث الفلسفية والصبغة الدينية العميقة وإضافة الآراء الشخصية خاصة في ما يتعلق بعمل المرأة ومفهوم الخير والشر في تفاصيل الحياة البسيطة بلغة تدمج بين الفصخي والعامية احيانا نجد تمحور القصص في متاهة الأحداث المتلاحقة ومحاولة البلوغ الزائفة للهروب من سيطرة السلطة المجتمعية وتدور المناورات السياسية بالقصص من خلال توضيح لعبة الاطماع والمكر للإيقاع بالغربية كما وضحاها لعبة المولد ..وتوضيح أثر قطار الفقر الذي يفتك بالأحلام والتعليم السطحي الذي لا يبدل واقع ولا يغير حال لتؤكد لنا القصص أن الكتابة جزء من السيطرة.
كما وظف الكاتب التاريخ العربي والإسلامي لتوضيح علاقة الاطماع والحرص علي اقتناص الشهوات بفساد الأوضاع والنزاع علي التملك الذي بلورتها قصة فلما كشفت عن وجهها .
ووظفت المجموعة الكائنات الحية المختلفة كأبطال تلهو معنا بالواقع في دلالة عن اسقاطات سلوكية للبعض ..مع أشاروا لمعالجتها الجزئية السطحية للأزمات حيث تنهكنا محاولات الهروب الميتافيزيقي من الواقع لتعم المشكلات.
أطلالة علي مشكلات وصراعات تختمها المجموعة بحديث مطول عن الموت والاستعدادات له وكأنه تنبؤ بنهاية محتومة علينا الاستعداد لمواجهتها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق