أعلان الهيدر

السبت، 16 سبتمبر 2017

الرئيسية فرجيوة وخاصرة الشاطئ...

فرجيوة وخاصرة الشاطئ...

بقلم: سعد نجاح
...في تلك الأمسية وحين تبدد الغمام في السماء، ولم يعد هناك فاصل بين البحر والسماء، واختفت فجأة البواخر وقوارب الصيد، ودرّاجات "الجات سكي" ،ولم يبق في المكان غير المشرّدُون الهاربون من أقصى بقاع الأرض ليختلي بعضهم بالبحر والبعض الآخر بنشوة الأجساد المنحوتة الشامخة، كنت أجلس على مقربة منكِ وأنت تداعبين رمل الشاطئ بأنامل ناعمة تنحتين وشماً مستعاراً على خاصرة الشاطئ، فيتقاسمه معك الموج فتمنحينه جزءا من الوشم ،وتسدلين الستار على وجهك الجميل بخصلة واحدة من شعرك...
حين وقف أحدهم : فايزة... فايزة... سنعود إلى فرجيوة بعد قليل ...
نفضت مقعدي ويدَيّ من رمل الشاطئ ،وقمت كمن أفاق من حلم...ياااااه...لم آتِ فرجيوة إلا طفلا بريئاً أُزاحم الأغنام إلى المراعي والتلال، وأرتشف فنجان الحار بمقاهي فجّ مزالة ،وأنتظر الغروب كما أنتظره الآن على شاطئ زيامة ...
لم أرَ فرجيوة سوى مرتين في حياتي :
مرّة رأيتها خضراء تفترش بساطا من الجنّة...
ومرّة رأيتها فتاةً تداعب خِصْرَ الشاطئ...
ولم أر فايزة سوى مرتين:
مرّة على شاطئ بجيجل...
ومرة كشخصية في رواية...
ولم أرَ نفسي سوى مرّة واحدة على جزء من مرآة مكسورة تركتها أمّي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.