محمود حمدون
الخريف هو فصل الجرد السنوي للمشاعر والمواقف والحوادث , إذ يقف المرء وقفة صريحة مع نفسه , فيقيّمها قبل أن يُقيّمه الناس ,
وقي " الخريف " تتجرّد الأشجار من أعباء كثيرة , أوراق ميتة أو جافة , أو سليمة لكنها قد تشّكل عبئا على وجودها, تتخذ الشجرة قرارها دون مواراة أو مواربة ودون دخول في مناورات وتفضيلات , التخلّص مما يعيق وجودها , وهي على ثقة كبيرة أن ذلك لمصلحة كيان الشجرة كله .
ينبغي أن نغبط الشجر على تلك الميزة التي اختصها الله عز وجل , فنحن أحوج لنفس المنطق , فكم من الأعباء تعيق حركة الفرد وقد تمنعه من السير في طريقه الطبيعي , هنا تكمن قيمة الخريف .
لذا لا ضير أن يكون لكل منّا خريفه الخاص, يراجع نفسه , يحذف أو يُسقط من حساباته ووجوده ما يعوقه عن الاستمرار , يتخلّص مما ينغصّ عليه عيشه , مع مراعاة أن ما يسقط لا يمكن أن يعود مرة أخرى فلن تجد ورقة تسقط من فرع شجرة حتى لو كانت خضراء حيّة , ويمكن إعادتها للشجرة الأم من جديد .لذلك عليك أن تصنع خريفك بنفسك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق