أعلان الهيدر

الجمعة، 7 ديسمبر 2018

الفانوس



الشاعـر العراقي د . صاحب خليل إبراهيم


عـلى ضوء فانوسنا ,
قد كتبتُ رسائلَ عِـشقي وموتي
ومنْ شهقَةِ الجرح ِ , أحرفها ,
قطعـةً , قطعـةً , منْ دم القلبِ
صيرتُها شمسَ أغنيةٍ مشرقَهْ
ومن شهقة النار أغـرودةً ,
قد صَنَعْـتُ ,
لعـشقِ المواسم والكبرياء .
وبرَّدْتُ ماء الجرار ( الجحيم )
عـلى سطحنا في المساء
. . .
إلى أين تمضي ؟
بريدَ القوافل ؟
وهذا كتابي ,
يضم الحنين صلاة ً,
لفجر البهاء
ونذري أناشيد سفَر
تنام عـلى أنَّـةٍ ,
نَسَجَتْ بيتَنا للورود الحزينهْ
نشم ّ بدمع اللظى ,
كُلّ خيباتنا باصفرار الوجود ,
يضمُ الحنين سماءً ,
وطيفاً ,
طليقاً ,
يذوبُ ,
عـلى شفةٍ أشْعَـلَتْها الحرائق
لعلَّ عـناقيد أعـنابنا
تمدُّ لبرق المياه صباحاً ,
يفكك ظلمة أرض الخراب

على ضوء فانوسنا يسيل الظلامُ ,
تموت الخرائط
يسيل الظلام ,
ينابيع دغْلٍ
وأسرابُ طيرٍ تموت بكلّ الدروب
ونخلٌ ذبيحٌ على تربةٍ ,
تستحيلُ عذاب .
وكل زهور الحدائق ,
تموت بملح الجحيم .
وهذا غـناء البساتين ,
عتلى حجر الماء زهر اغـتراب . . ! .
عـلى ضوء فانوسنا يستفيق الحصى .
تهب الرياح . . ! .
في ظلمة الكهف جوعـاً شممنا ,
وشمساً سمعـنا ,
ستشرق من آخر الكون , تبدو
بثوب نهار بليد ,
تصلي عـلى نسجه ,
جمرةٌ من دماء الشهيد .


إلى أين يا ضوء فانوسنا سوف نمضي ؟ .
فاي ّ دمٍ سال فوق اللهيب ؟ .
سخامك يعـلو سماء الظلام .
أفاعـي الخراب تلوذ بطين العـفاء .
بكل الجهات تلوذ الأفاعـي ,
لتسرق خبز البقاء .

إلى أين يا ضوء فانوسنا ,
آدم المبتلى سوف يمضي ؟
وهذي الفصول الكسيحةُ ,
تحفر قبر اليتيم .
وحواء صلَت عـلى نَدمٍ ,
كان إغـراء تفاحةٍ ,
قد عـوى في الفضاء .
هذا عـواء الهواء ,
دمٌ فاترٌ يتلظى ,
يُردد في ظلمة الأرض ,
هذا أسى كربلاء . . ! .
وحواء سالت ,
عـلى وجهها عثـزلةٌ عـارمة .
وسالت بقايا اجتراحٍ أثيم .
تَكسَر حلْم التوهج ,
في نغـمةٍ فاحمة .
وهذى المدى بين جُرح المسافة والحُاْم ,
يسكن روح المخاوف, ,
في وحشةٍ كافره ,
وهذا نثارُ التراب ,
يدور عألى نهدة الريح في ,
فلك الراحلين .
فأي الليالي , تفككُ أرحامَها ؟ .
أي غـيمٍ سيورق في ,
أضلعٍ الفاجعـهْ ؟ ,
وأي العـصافير تشدو ,
يتم الشجر ؟ .
وهذي القلوع حَجَر . وهذا النخيل حجر .
وهذا الزمان حجر . . !

عـلى ضوء فانوسنا منذ عـشرٍ ,
سمعـنا نشيد الرياح .
ومرّ السحاب طعـمنا ,
وتعـوي الذئاب بلي الفرات .
وهذا أوانُ النعـاس ,
عـلى نجمة الصباح
لعـل دخان الفوانيس ,
يُطرِّز ريح اليباس . . !
ليزهر في شحر البيت قداحْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.